عالم

رغم اتفاق التهدئة.. تجدد الاشتباكات في مخيم “عين الحلوة” جنوبي لبنان

 

تجددت الاشتباكات المتقطعة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا بجنوب لبنان، اليوم الثلاثاء، حيث سمعت أصوات الأسلحة الرشاشة والقذائف والقصف الصاروخي ليل أمس الاثنين، وحتى اليوم.

ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار في المخيم حيز التنفيذ إلا أن هدوءًا حذرا تخرقه رشقات رصاص متقطعة بين الحين والآخر، ما أدى إلى نزوح مئات العائلات من المخيم والأحياء المحيطة.

وجاء الاتفاق على وقف إطلاق النار، بعدما اجتمعت فصائل فلسطينية وأحزاب إسلامية ولبنانية، أمس الاثنين، لبحث أوضاع مخيم عين الحلوة، وسبل وقف إطلاق النار فيه، ووضع حد للاشتباكات التي دمرت المئات من المنازل وشردت الآلاف من العائلات.

ليلة إضافية من الاشتباكات

وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، الاثنين، إن مخيم عين الحلوة شهد ليلة إضافية من الاشتباكات المتقطعة التي ارتفعت حدتها بعيد منتصف الليل، خصوصاً على محور الطوارئ (البركسات).

وأضافت الوكالة: “سمعت أصوات الأسلحة الرشاشة والقذائف بشكل متقطع حتى صباح اليوم، الأمر الذي أبقى وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه يترنح تحت وطأة هذه الخروق المستمرة”.

وأشارت، إلى جهود “فلسطينية لبنانية” كثيفة من أجل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار على الأرض وتثبيته.

أضرار واسعة بالمدينة

وأدت الاشتباكات العنيفة ما بين عناصر من حركة “فتح” ومجموعات مسلحة في المخيم إلى إلحاق أضرار واسعة بالمدينة، التي بدت الحركة فيها شبه متوقفة تماما لليوم الثاني على التوالي في ظل تساقط للرصاص الطائش والقذائف العشوائية في أنحاء مختلفة من المدينة.

واندلعت الاشتباكات، الأحد، إثر مقتل مسؤول الأمن الوطني في المخيم، القيادي بحركة فتح، أبو أشرف العرموشي، مع 4 من مرافقيه بعد تعرضهم لكمين مسلح في منطقة حي البستان في مخيم عين الحلوة، الذي يعتبر أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

11 قتيلا وأكثر من 70 مصابًا

وأدت الاشتباكات حتى الساعة إلى مقتل 11 شخصا وإصابة أكثر من 70، وتدمير حيي الطوارئ والتعمير في المخيم بشكل شبه كامل إثر الاقتتال العنيف، بحسب بيان صادر عن وكالة “الأونروا” لغوث اللاجئين.

وخلت شوارع صيدا اليوم من المارة والسيارات، بعدما سجلت إصابات عدة بالرصاص الطائش والقذائف العشوائية، وأغلقت الإدارات الرسمية أبوابها بقرار من محافظة الجنوب، لاسيما الدوائر الواقعة على مقربة من المخيم ومناطق الاشتباك، ومنها بلدية صيدا والسراي الحكومي والجامعة اللبنانية ومدارس المدينة ومؤسساتها التجارية، كما جرى إغلاق مستشفى صيدا الحكومي بشكل كامل ونقل جميع المرضى منها إلى المستشفيات المجاورة، بسبب قربها من الاشتباكات.

اعتصام في غزة لوقف الاشتباكات في المخيم

في غضون ذلك، طالبت لجنة القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، بوقف فوري للاشتباكات الجارية منذ يومين في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بلبنان.

وأكدت لجنة القوى، خلال اعتصام في غزة، على خطورة الاشتباكات الجارية في مخيم عين الحلوة باعتبارها “مخططاً لإشعال الفتنة داخل المخيم ونشر الفوضى فيه وصولاً لإنهاء الوجود الفلسطيني في مخيمات اللجوء”.

ووجهت القوى “نداءً عاجلاً لجميع الأطراف المتصارعة لوقف نزيف الدم الفلسطيني في مخيم عين الحلوة عبر وقف الاشتباكات الدائرة فوراً حقنا للدم الفلسطيني”.

ودعت اللجنة إلى “محاسبة كل من يثبت تورطه في إيقاظ هذه الفتنة الملعونة، والتعاون مع السلطات اللبنانية في هذا الأمر لتقديم المتورطين للعدالة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *