تعيش تل أبيب حالة من الرعب والاستنفار خشية من هجوم إيراني ردًا على عملية القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل عدد من قيادات الحرس الثوري الإيراني.
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، اليوم الجمعة، أن بلاده مستعدة للدفاع عن نفسها جوا وبرا في حالة الرد الإيراني المحتمل على قصف قنصليتها في دمشق، الذي أسفر عن مقتل 7 ضباط من الحرس الثوري مطلع الشهر الجاري.
جاءت تصريحات جالانت في أعقاب لقائه بقائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي مايكل كوريلا في قاعدة لسلاح الجو الإسرائيلي، حيث بحثا الجاهزية للرد الإيراني المحتمل.
وأوضح جالانت: “أعداؤنا يعتقدون أنهم سيفرقون بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن على العكس، فهم يربطوننا ويعززون من التواصل بيننا”.
البيت الأبيض يحذر
إلى ذلك أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب الرد العسكري الإيراني المحتمل على الهجوم الإسرائيلي وتعتبر التهديد بشن ضربة انتقامية “حقيقيا”.
وقال كيربي في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة: “أعتقد أنكم تفهمون أنني لا أستطيع مشاركة تفاصيل المعلومات الاستخباراتية، لكن… نحن بالتأكيد نراقب عن كثب ما نعتقد أنه تهديد حقيقي للغاية بهجوم محتمل على إسرائيل أعلنته إيران”.
هجوم وشيك
ونقلت شبكة “سي بي إس” الإخبارية الأمريكية عن مسئولين أمريكيين قولهم إن الهجوم الإيراني على إسرائيل وشيك وقد يقع اليوم.
وأضاف المسئولان الأمريكيان أن الهجوم ربما يشمل أكثر من 100 طائرة بدون طيار “درونز” وعشرات الصواريخ التي تضرب أهدافا عسكرية داخل البلاد.
وذكرت الشبكة الأمريكية، أن إسرائيل تستعد لأسوأ السيناريوهات التي يعتقد المسئولون الأمريكيون أنها يمكن أن تتحقق في غضون ساعات فقط.
في غضون ذلك نقلت وكالة “بلومبرج” الأمريكية عن مصادر مطلعة قولها، إن إسرائيل تستعد لهجوم إيراني محتمل.
وقالت المصادر إن “إسرائيل تستعد لهجوم إيراني محتمل مباشر أو عبر الفصائل الموالية لها في غضون الـ48 ساعة المقبلة”.
التخوف من حرب إقليمية
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، إن إيران تستعد للرد بشكل غير متوازن وغير مسبوق كفيل بأن يبين أن إسرائيل هي من نفذت التصفية في دمشق، مضيفة أن القيادة السياسية والأمنية كانت تعاني تقديرا ناقصا للحدث ودون أن تقصد خاطرت بتحويل الحرب ضد حماس في غزة الى حرب في كل الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة العبرية، أن الرد المتوقع كفيل أن ينهي أربعة عقود من المواجهة السرية بين إيران وإسرائيل.
ميزان الرعب
في السياق ذاته كتب المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، تحت عنوان “متعلقون بميزان الرعب بدون تفكير مسبق، الجيش يستعد لرد إيراني: سواء في قتل أبناء اسماعيل هنية أو قتل الشخصية الإيرانية الرفيعة، توجد درجة معينة من التبجح السياسي. الجيش المتآكل سيؤدي إلى الانحراف عن التعليميات! حسب التهديدات والتسريبات إيران تفحص توجيه ضربة مباشرة لإسرائيل وليس عبر الوكلاء.
إن لم يكن غدا فبعد غدٍ
واتفق مع هذا التوجه أيضا ناحوم برنيع على صفحات “يديعوت أحرونوت”، الذي كتب تحت عنوان:” إن لم يكن غدا فبعد غدٍ، هل الرضا عن تصفية عميد إيراني يبرر الجلبة؟ ليس أكيدا، وهل ينبغي لتصفية أبناء هنية وأحفاده أن يتخذه ضابط متوسط الرتبة؟ المنفعة من الاغتيالات المركزة موضع شك منذ سنين. فهي أكثر مما تشكل حلا عسكريا تشكل حلا معنويا. شيء ما نتفاخر به عندما لا تكون هناك حلول أفضل.
المعسكر الرسمي يضعف
في المقابل، أوردت صحيفة “معاريف” استطلاعا جديدا للرأي عنونته: “المراوحة والاحتجاج المعسكر الرسمي يضعف”، وذلك على خلفية استمرار المراوحة في قطاع غزة وفي حدود الشمال، الجمود في ملف المحتجزين واشتداد المظاهرات ضد نتنياهو يظهر ميل من تركوا الليكود للعودة إليه: المعسكر الرسمي بقيادة جانتس تراجع الى 30 مقعدا فيما ارتفع الليكود الى 19 مقعدا، لكن تفوّق المعارضة على الائتلاف بقي ثابتا.