منذ ثورة 30 يونيو 2013، التي شكّلت منعطفًا حاسمًا في تاريخ مصر السياسي والاقتصادي، نجحت البورصة المصرية في تجاوز أزمات محلية وعالمية، لتسجّل مستويات تاريخية جديدة وتصبح إحدى أهم وجهات الاستثمار في المنطقة، في رحلة استمرت أكثر من عقد.
عودة الثقة وبداية التعافي (2013 – 2014)
بعد قيام ثورة 30 يونيو في عام 2013، عادت الثقة تدريجيًّا لسوق الأوراق المالية المصرية، مدعومة باستعادة مؤسسات الدولة قوتها، وبدء خطوات الإصلاح الاقتصادي.
وقد أنهى مؤشر EGX30 عام 2013 عند مستوى 6,200 نقطة تقريبًا، بارتفاع تجاوز 24% مقارنةً بما قبل الثورة، وارتفع رأس المال السوقي إلى 426 مليار جنيه.
إصلاحات اقتصادية كبرى (2014 – 2016)
و مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، شهدت مصر إطلاق حزمة مشروعات قومية كبرى، وإصلاحات هيكلية عميقة في الاقتصاد.
بنهاية 2014، ارتفع مؤشر EGX30 إلى 8,500 نقطة، وصعد رأس المال السوقي إلى 500 مليار جنيه، مستفيدًا من تحسن الثقة وعودة الاستثمارات الخليجية.
تحرير سعر الصرف ونقلة نوعية (2016)
في نوفمبر 2016، أعلن البنك المركزي تحرير سعر صرف الجنيه، ما مثل لحظة فارقة، ورغم آثار التضخم، تحولت البورصة إلى قبلة للاستثمارات الأجنبية.
قفز مؤشر EGX30 في نهاية 2016 إلى نحو 12,000 نقطة، مسجلًا ارتفاعًا سنويًّا قياسيًّا بنحو 76%، وبلغ رأس المال السوقي 600 مليار جنيه.
صعود تاريخي وتحديات خارجية (2017 – 2019)
استمرت السوق في تحقيق مكاسب قوية بدعم الإصلاحات وزيادة الاحتياطي النقدي.
في 2018، اقترب EGX30 من 18,000 نقطة، قبل أن يشهد تصحيحًا بفعل تراجعات الأسواق الناشئة.
أنهت السوق عام 2019 عند مستويات قوية، وبلغ رأس المال السوقي نحو 825 مليار جنيه.
جائحة كورونا وتأثيرها (2020)
واجهت البورصة تحديًا قاسيًا مع تفشي كورونا، حيث فقدت نحو 35% من قيمتها في الربع الأول من 2020، وتراجع المؤشر إلى 8,500 نقطة تقريبًا.
غير أنها استعادت توازنها سريعًا، لتغلق العام عند حوالي 10,800 نقطة، برأس مال سوقي وصل إلى 650 مليار جنيه.
تعافٍ تدريجي وصعود مستمر (2021 – 2023)
دعمت حزم التحفيز الحكومية، وتراجع أسعار الفائدة، وتعافي القطاعات الكبرى، مسيرة السوق الصاعدة.
أنهى مؤشر EGX30 عام 2023 قرب 17,800 نقطة، فيما قفز رأس المال السوقي إلى حوالي 1.05 تريليون جنيه، وهو أعلى مستوى منذ سنوات.
2024 – 2025: طفرة تاريخية ومؤشرات قياسية
دخلت البورصة المصرية مرحلة غير مسبوقة من الصعود، مستفيدة من الطروحات الحكومية، وتدفقات الاستثمار الخليجي، وتحسن قيمة الجنيه المصري.
سجّل مؤشر EGX30 في 29 يونيو 2025 مستوى تاريخي عند 33,206.76 نقطة، فيما بلغ رأس المال السوقي مستوى غير مسبوق عند 2.295 تريليون جنيه مصري، وفق بيانات البورصة الرسمية.
ويعكس الأداء ثقة المستثمرين في الإصلاحات الاقتصادية، والتوسع في مشروعات البنية التحتية، وزيادة حجم الشركات المدرجة، خاصة في قطاعات البنوك، العقارات، والطاقة.
