قال رئيس اتحاد بنوك مصر ورئيس مجلس إدارة بنك مصر، محمد الإتربي، إن تدفقات النقد الأجنبي الكبيرة، قضت تماما على السوق السوداء في مصر، كاشفا عن “أرقام خيالية” قادمة من المصريين في الخارج.
وأضاف الإتربي، في تصريحات متلفزة، إن تحويلات المصريين العاملين بالخارج إلى شركة الصرافة التابعة لبنك مصر، زادت بنحو 20 ضعفا، وهي “أرقام خيالية”، أما بالنسبة إلى التحويلات للبنك فزادت 10 أضعاف بعد أن كانت شبه متوقفة.
وأوضح أن عودة الدولار والعملات الأجنبية للقنوات الرسمية والشرعية يؤكده حجم هذه التحويلات للبنوك، قائلا “نجحنا في تلبية طلبات الموردين وأصحاب الاعتمادات إلا من طلب التأجيل لفترة أو مهلة في ظل ارتفاع سعر الصرف من وجهة نظره أرادوا التريث لحين هدوء سعر الدولار”.
وقال “بفضل كثافة تدفقات النقد الأجنبي من مؤسسات عالمية تقبل على شراء أذون الخزانة المصرية منذ اليوم الأول لإطلاق المركزي المصري قراراته، تم القضاء تماما على السوق الموازية” مضيفا أنه “مع عودة الثقة في اقتصادنا زاد الإقبال على السندات المصرية ليرتفع حجم التدفقات بصورة فاقت التوقعات ما يؤكد تجدد الثقة في اقتصادنا”.
وقال إن إن مؤسسة عالمية مثل “موديز” حولت نظرتها لمصر، لإيجابية مرتين بدرجتين في نفس اليوم، وكذلك الأمر بالنسبة لمؤسسات عالمية أخرى مثل جي.بي.مورجان وجولدمان ساكس اللذين أقرا أن التشاؤم انتهى والتفاؤل قادم، بالنسبة للاقتصاد المصري”، متوقعا تحسن تصنيف مصر الائتماني، مع إعادة تقييمات المؤسسات العالمية للاقتصاد المصري.
وأكد الإتربي أن مؤسسات عالمية تبيع الدولار بكثافة في البنوك وهو ما لمسناه بشكل كبير في مصرفنا بجانب تدفقات تحويلات المصريين العاملين بالخارج، متابعا أنه في نفس توقيت سعي المصريين للتخلص من الدولارات التي كانت بحوزتهم نجحنا في إطلاق شهادات الفائدة المتناقصة 30 في المئة سنويا.
وأشار إلى أن سعر الدولار يتراجع في البنوك ووصل إلى مستوى 48 جنيها بعد أن كان يُباع بسعر 51، متوقعا أن يواصل الانخفاض على مدار الفترة المقبلة ومزيد من الانخفاض ستشهدها العملات الأجنبية أمام الجنيه أيضًا.
من جهته قال النائب علاء قريطم، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن الضربات الأمنية المستمرة التي تطارد محتكري وأباطرة السوق السوداء للعملة الصعبة، فضلا عن زيادة تحويلات المصريين بالخارج، خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى الصفقات الاستثمارية التي أعلنت عنها الحكومة وكان أبرزها صفقة رأس الحكمة، كانت كلمة السر في انهيار سعر الدولار.
وأوضح أن الدولة تواصل جهودها لاستكمال مسار الإصلاح الاقتصادي، من أجل توفير الموارد المطلوبة من النقد الأجنبي، وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وأكد أن زيادة تحويلات المصريين بالخارج، وعودتها تدريجيا لمعدلاتها، خاصة في ظل انحسار السوق السوداء، يسهم في مزيد التحسن في مستوى الاقتصاد الوطني، ووتيرة السوق خلال الفترة القادمة.