
نُظّمت أمس ندوة توعوية تحت شعار “معًا نحمي أولادنا من التدخين ومنتجات التبغ”، بمقر مجلس الشباب المصري، وذلك في إطار البرنامج الوطني لتعزيز الحق في التعليم، والذي تقوده منسقة البرنامج والخبيرة التربوية داليا الحزاوي، وتُعد هذه الندوة ثالث فعالية ضمن سلسلة المبادرات التي ينفذها البرنامج، بهدف دعم الوعي المجتمعي في قضايا التعليم والصحة.
جاءت الندوة بالتزامن مع اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين، وسعت إلى رفع مستوى الوعي بمخاطر منتجات التبغ، لاسيما السجائر الإلكترونية التي تنتشر بشكل متزايد بين فئة الشباب، إلى جانب تشجيع المدخنين على اتخاذ خطوات فعالة نحو الإقلاع، من خلال الحوار المجتمعي والتوعية الصحية.
وشهدت الفعالية حضورًا لافتًا من أولياء الأمور والشباب وممثلين عن جهات متعددة، إلى جانب عدد من المتخصصين في مجالات الصحة والإعلام والعمل البرلماني والمجتمعي.
حيث شاركت في النقاش منى العقاد، أستاذ مساعد في أمراض السمع والاتزان وعضو لجنة الصحة والسكان بالمجلس القومي للمرأة، حيث ألقت الضوء على التأثيرات الصحية الخطيرة للتدخين، خاصة على الأطفال والمراهقين.
كما قدّم وائل صفوت، استشاري الباطنة ومؤسس مبادرة “رئة وردية”، عرضًا وافيًا حول الأبعاد الطبية والنفسية للإدمان على النيكوتين وسبل مكافحته بوسائل حديثة.
وشاركت في الندوة مرثا محروس، وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، حيث أكدت أهمية إصدار تشريعات أكثر صرامة لمنع وصول منتجات التبغ إلى القُصّر. كما تحدثت هالة سالم، الإعلامية ومديرة برامج المرأة بإذاعة البرنامج العام، عن دور الإعلام في تشكيل وعي الجمهور وضرورة التوقف عن تصوير التدخين بشكل إيجابي في المسلسلات والأعمال الدرامية.
من جانبه، أشار محسن عليوة، مساعد رئيس حزب حماة الوطن لشؤون العمال، إلى أهمية المسؤولية المجتمعية للنقابات والجهات العمالية في تبني حملات توعية داخل المؤسسات. كما شاركت في النقاش هبة حمدي، الصحفية بجريدة المساء، متناولة دور الصحافة في دعم حملات مكافحة التدخين وتسليط الضوء على مخاطره المتزايدة في أوساط المراهقين.
في ختام الندوة، توافق الحاضرون على مجموعة من التوصيات المهمة التي تهدف إلى الحد من ظاهرة التدخين بين الأطفال والشباب، من أبرزها ضرورة تكثيف الحملات التوعوية في المدارس والجامعات، ودمج مفاهيم الوقاية من التدخين ضمن المناهج التعليمية، إلى جانب دعوة أولياء الأمور المدخنين إلى الإقلاع عن التدخين ليكونوا قدوة إيجابية لأبنائهم.
كما طُرحت دعوات لتشديد الرقابة على بيع السجائر للقُصّر، وحظر عرضها في المحلات، ومنع بيعها “فرط”، إضافة إلى أهمية التوقف عن تسويق النكهات والسجائر الإلكترونية من نوع Disposable، بسبب أضرارها الشديدة.
وأجمع المشاركون على ضرورة تفعيل القانون رقم 154 لسنة 2007 بشأن مكافحة التدخين، ودعم دور اللجنة العليا المختصة، إلى جانب إنتاج محتوى رقمي شبابي يجذب الفئة المستهدفة ويعكس خطورة التبغ بطريقة تناسب لغتهم وثقافتهم.
واختُتمت الندوة بالإعلان عن اتفاق مع وائل صفوت لتفعيل مبادرة “رئة وردية” بالتعاون مع مجلس الشباب المصري، على أن يتم تطبيقها في عدد من المحافظات خلال الفترة المقبلة، بهدف توسيع نطاق التوعية المجتمعية بمخاطر التدخين والعمل على بناء جيل أكثر وعيًا وصحة.