
يستحوذ برنامج «دولة التلاوة» على اهتمام كبير من مختلف فئات المجتمع، باعتباره تجربة إعلامية وتربوية تتجاوز الشكل التقليدي لبرامج المسابقات، لتتحول إلى مشروع وطني متكامل يستهدف بناء الوعي وترسيخ الهوية الدينية والثقافية المصرية، عبر تقديم القرآن الكريم للأجيال الجديدة برؤية عصرية تحافظ على أصالته ومكانته الرفيعة.
قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، إن برنامج «دولة التلاوة» نجح رغم حداثة ظهوره، في كسب إعجاب قطاعات واسعة من الجمهور، وأصبح من البرامج التي ينتظرها المشاهدون بشغف، لما يحمله من قيمة تربوية واضحة ومؤثرة.
وأوضح حجازي أن البرنامج يقدم نماذج إيجابية وقدوات ملهمة تناسب مختلف المراحل العمرية، وتتسم بالجدية والانشغال بما هو نافع، ما ينعكس بشكل مباشر على سلوكيات الأطفال والشباب، مشرًا إلى أن الجمع بين العلم والإيمان وجمال الأداء والصوت يمنح البرنامج جاذبية خاصة، ويجعله بديلا آمنا وجاذبا للمحتوى غير اللائق المنتشر عبر بعض المنصات.
وأضاف أن «دولة التلاوة» يسهم في غرس قيم الانضباط والتركيز والإتقان والمنافسة الشريفة، ويعلم المشاركين والمشاهدين احترام العلم وتقبل الملاحظات والنقد، والتحلي بالصبر والمثابرة للوصول إلى التميز، فضلا عن تشجيعهم على استثمار أوقاتهم في تعلم مهارات مفيدة وإبراز مواهبهم.
وأشار الخبير التربوي إلى أن البرنامج يمثل امتدادا لدور «مدرسة التلاوة المصرية» كأحد ملامح القوة الناعمة للدولة، بما يعزز مشاعر الفخر والانتماء لدى الجمهور.
ولفت حجازي إلى أن «دولة التلاوة» يوفر محتوى تربويا آمنا يمكن توجيه الأبناء لمتابعته عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية، كبديل إيجابي للمحتوى العنيف أو غير المقبول، مع ما يحمله من قيم الأمل والتفاؤل والإخلاص والتفاني.
واختتم بالتأكيد على أن جميع المشاركين والمشاهدين في «دولة التلاوة» هم فائزون في النهاية، لما يقدمه البرنامج من تجربة تجمع بين المتعة والتعلم والسكينة النفسية، وتعيد للقرآن الكريم حضوره المؤثر في الحياة اليومية للمجتمع.
فيما قال النائب أحمد حافظ، عضو مجلس الشيوخ إن «دولة التلاوة» يمثل مبادرة استراتيجية تسعى إلى إحياء مدرسة التلاوة المصرية العريقة، من خلال ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية المستمدة من القرآن الكريم، بما يسهم في مواجهة مظاهر التشدد من جهة، والتسطيح والفراغ القيمي من جهة أخرى.
وأوضح حافظ أن البرنامج لا يمكن النظر إليه باعتباره محتوى إعلاميا أو مسابقة فنية فحسب، بل هو منصة لبناء الوجدان الجمعي وصناعة الوعي، خاصة لدى الأطفال والشباب، عبر خطاب قريب من واقعهم، يلتزم في الوقت ذاته بالأسس العلمية لفنون التلاوة والتجويد، وهو ما يعزز ثقافة التنافس الإيجابي ويعيد الاعتبار لفكرة القدوة القائمة على الموهبة والانضباط والسلوك القويم.
وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى أن نجاح «دولة التلاوة» يتجلى في قدرته على تنمية الذائقة الروحية والدينية لدى المشاركين والمتابعين، ونشر قيم الوسطية والتسامح، إلى جانب تحصين الوعي المجتمعي ضد الأفكار المتطرفة، من خلال تقديم نماذج مشرفة لقراء موهوبين من مختلف الأعمار.
وفي إطار تطوير التجربة، طرح النائب أحمد حافظ عددًا من المقترحات النوعية، من بينها توسيع نطاق البرنامج ليشمل فعاليات تدريبية بالمحافظات، ودمجه ضمن الأنشطة الثقافية في مراكز الشباب والمدارس، فضلًا عن إطلاق منصات رقمية تعليمية متخصصة تتيح اكتشاف المواهب ودعمها بصورة مستدامة.
وشدد على أن دعم الدولة لمبادرة «دولة التلاوة» يعكس قناعة راسخة بأن بناء الإنسان لا يكتمل دون بناء وعيه ووجدانه، مؤكدًا أن البرنامج يمثل إحدى أدوات القوة الناعمة المصرية في تعزيز الانتماء الوطني وترسيخ القيم الأصيلة في المجتمع.





