واصلت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس توسيع حضورها الدولي، إذ كثّف رئيسها وليد جمال الدين تحركاته في باريس ضمن اليوم الثاني من جولته الترويجية بفرنسا، مستثمرًا منصة مؤتمر “Ambition Africa” لإبراز ما تتمتع به مصر من فرص صناعية ولوجستية قادرة على جذب تدفقات استثمارية جديدة.
شارك جمال الدين في جلسة نقاشية تناولت مستقبل النقل والخدمات اللوجستية كأحد محركات التكامل الإقليمي في إفريقيا، إلى جانب نخبة من قيادات مؤسسات دولية وإقليمية. وخلال مداخلته، شدّد على أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أصبحت نقطة ارتكاز أساسية لحركة التجارة بين القارات، بفضل موانئها الاستراتيجية وقدراتها اللوجستية المتقدمة، مؤكدًا أن هذا التكامل مع الأسواق الإفريقية والأوروبية يمنح المستثمرين—خصوصًا من فرنسا—مساحة واسعة للتوسع في أنشطة التصنيع والخدمات اعتمادًا على بنية تحتية جاهزة وحوافز تنافسية.
وفي إطار الجهود الثنائية، عقد جمال الدين سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى مع قيادات حكومية وشركات كبرى. فقد بحث مع نيكولا فوريسيي، وزير التجارة الخارجية الفرنسي، آليات رفع مستوى التعاون التجاري وزيادة حضور الشركات الفرنسية داخل المنطقة الاقتصادية، مع توقع زيارة وفد فرنسي رسمي قريبًا للتعرف ميدانيًا على المقومات الاستثمارية المتاحة.
كما التقى إيزابيل أيمونيتي، رئيسة A.G. Partners Africa، لمناقشة تعزيز الترويج الدولي للمشروعات الصناعية ذات التوجه التصديري داخل المنطقة الاقتصادية، في ضوء ما توفره من بنية تحتية متطورة ودعم للمستثمرين.
وامتدت اللقاءات إلى مجموعة الصناعات المتنوعة OCEINDE برئاسة أزمنى جولامالي، حيث تناول الجانبان فرص نقل خطوط إنتاج وتوسيع القدرات التصنيعية في مجالات الكيميائيات ومواد البناء والطاقة والاتصالات، مستفيدين من موقع المنطقة المؤهل لدعم التوسع في أسواق إفريقيا.
وفي قطاع الصناعات المتقدمة، بحث جمال الدين مع إيرباص ممثلة في فريديريك باكيه فرص التعاون في مجال تصنيع الطائرات والتقنيات المرتبطة بها داخل المنطقة الاقتصادية، مستعرضًا ما تتمتع به من مزايا تجعلها بيئة مناسبة لصناعات عالية التقنية. كما تطرّق لقائه مع شركة IVECO، عبر مديرها الإقليمي ستيفان فوتران، إلى خطط الشركة للتوسع في مصر وإفريقيا، ودراسة إنشاء خطوط تصنيع وتجميع تخدم الأسواق الإقليمية.
تأتي هذه التحركات ضمن استراتيجية واضحة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لتعميق الشراكات مع إفريقيا، وبناء سلاسل قيمة صناعية متكاملة، وجذب شركات عالمية تدرك قدْر ما يوفره الموقع الاستراتيجي والمزايا اللوجستية من فرص نمو حقيقية.
