مصر

خلال أقل من 25 عام …30% من مساحة الإسكندرية يواجه خطر الاختفاء تحت البحر

عاشت مدينة الإسكندرية ليلة عصيبة مساء أول أمس، بعدما اجتاحت عروس البحر الأبيض المتوسط عاصفة ثلجية غير مسبوقة، ضربت أرجاء المدينة في توقيت غير معتاد من العام. 

 

أضاءت الصواعق سماء المدينة، فيما دوّى الرعد في معظم أحيائها، واكتست الشوارع بطبقة كثيفة من الثلوج، وتحولت الطرق إلى برك مياه وسط عجز واضح في شبكات الصرف.

 

لم تكن مجرد ليلة سيئة الطقس، بل كانت جرس إنذار حي، أيقظ مخاوف 6 ملايين مواطن يقطنون هذه المدينة العريقة. مخاوف من خطر داهم ظل يتردد في تقارير وتحذيرات علمية لسنوات: غرق الإسكندرية.

 

الإسكندرية.. مدينة على حافة الخطر

 

مع كل عاصفة، يتجدد السؤال: إلى متى تصمد الإسكندرية في وجه تغيّر المناخ؟ فبحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ التابعة للأمم المتحدة، منسوب مياه البحر الأبيض المتوسط قد يرتفع بما يصل إلى متر خلال العقود الثلاثة المقبلة، بفعل الاحترار العالمي وذوبان الجليد في القطبين.

 

وحتى في ظلّ السيناريوهات الأكثر تفاؤلًا، يتوقّع الخبراء أن يرتفع منسوب المياه بمقدار 50 سنتيمترًا بحلول عام 2050، ما قد يؤدي إلى غرق نحو 30% من مساحة الإسكندرية، ونزوح ربع سكانها، بالإضافة إلى خسارة قرابة 195 ألف وظيفة نتيجة غرق المناطق الصناعية والخدمية والسياحية.

 

ما بين التحذيرات والواقع

 

ليلة العاصفة الثلجية لم تكن سوى تذكير واقعي بمستقبل أكثر قسوة ينتظر المدينة ، رغم إطلاق بعض مشروعات الحماية الساحلية، إلا أن نطاق الخطر يمتد ليشمل أحياءً مكتظة مثل المكس، والمنتزه، والعامرية .

 

هل من إنقاذ قريب

 

الإسكندرية ليست مجرد مدينة، بل رمز حضاري يمتد تاريخه إلى أكثر من ألفي عام. واليوم، تواجه المدينة تحديًا وجوديًا قد يجعل أجزاءً منها غير صالحة للحياة خلال أقل من ثلاثة عقود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *