
كتب طه نبيل
مع توافد أكثر من 1.5 مليون حاج إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج هذا العام، يلوح في الأفق خطر صحي صامت لا يقل خطورة عن أي تحدٍ لوجستي أو تنظيمي، ألا وهو “الإجهاد الحراري”. فمع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الذي تشهده المملكة العربية السعودية خلال موسم الحج، تزداد احتمالات تعرض الحجاج للإرهاق الحراري، خصوصاً في المناطق المكشوفة وأثناء أداء الشعائر.
ما هو الإجهاد الحراري؟
الإجهاد الحراري هو حالة طبية تحدث عندما ترتفع حرارة الجسم بشكل مفرط نتيجة التعرض المباشر والمستمر لأشعة الشمس أو الطقس الحار، دون حصول الجسم على التبريد الكافي. من أعراضه الشائعة:
الإحساس الشديد بالتعب والضعف العام
دوار وصداع متكرر
تسارع في ضربات القلب
تعرّق غزير قد يتبعه جفاف
وفي الحالات الأكثر تطوراً، قد يتسبب الإجهاد الحراري في فقدان الوعي أو حتى الوفاة، لا قدر الله، إذا لم يتم التعامل معه سريعاً.
تحذيرات رسمية وإجراءات وقائية
تحذر وزارة الصحة السعودية من مخاطر الإجهاد الحراري، خصوصاً خلال يوم الوقوف بعرفة، أحد أكثر أيام الحج ازدحاماً وطولاً في التعرض للشمس. وتحث الوزارة على اتخاذ عدد من التدابير الوقائية الأساسية، مثل:
حمل المظلات الواقية من الشمس أثناء التنقل
شرب الماء والسوائل بانتظام حتى دون الإحساس بالعطش
الابتعاد عن الأماكن المكشوفة في أوقات الذروة
ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة
تحذيرات وزارة الحج والعمرة
من جهتها، أطلقت وزارة الحج والعمرة سلسلة من التنبيهات الوقائية عبر تطبيق “نسك” ومنصاتها الرقمية، موجهة للحجاج القادمين من مختلف دول العالم. وشددت الوزارة على ضرورة:
التقيد بالتعليمات الصحية المقدمة من الجهات المختصة
عدم تأجيل شرب المياه حتى الشعور بالعطش
تجنب أداء المناسك في أوقات الذروة الشمسية بين الساعة 12 ظهرًا و4 عصرًا قدر الإمكان
استخدام تطبيقات التوجيه والخدمات الطبية الميدانية في حال الشعور بأي أعراض صحية
وأكدت الوزارة أن فرق الدعم الطبي واللوجستي منتشرة على مدار الساعة في جميع المشاعر المقدسة، وهي جاهزة للتدخل الفوري عند الحاجة.