مصر

خطة طموحة.. ومصانع متطورة: الصناعة المصرية تسير بثبات نحو الريادة الإقليمية

أجرى الفريق مهندس، كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، جولة تفقدية موسعة شملت ثلاث منشآت صناعية بمدينة السادس من أكتوبر، في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بدعم الصناعة الوطنية وتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي، وذلك في قطاعات المستلزمات الطبية، والصناعات الغذائية، والمعدات الهندسية. تأتي هذه الجولة في سياق خطة عاجلة معتمدة من القيادة السياسية، تهدف إلى النهوض بالصناعة المصرية كقاطرة رئيسية للنمو الاقتصادي وزيادة الصادرات.

 

بدأ الوزير جولته بزيارة مصنع شركة “أولميد ميدل إيست” بالمنطقة الصناعية الثانية، والمتخصص في إنتاج المستلزمات الطبية، حيث افتتح الخط الرابع لإنتاج مرشحات الغسيل الكلوي، بالإضافة إلى تدشين مصنع جديد لمحاليل الغسيل الكلوي بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 40 مليون لتر. المصنع مقام على مساحة 120 ألف متر مربع، ويعمل به حوالي 1500 عامل، ويُعد من أكبر الكيانات الصناعية في هذا القطاع الحيوي، باستثمارات تجاوزت 500 مليون جنيه. وقد ساهم هذا التوسّع في رفع الطاقة الإنتاجية للشركة بنسبة 30%، من خلال استثمارات مباشرة من الشركة الأم البريطانية بقيمة 16 مليون يورو، ما يعكس الثقة المتزايدة من المستثمرين الأجانب في السوق المصري.

 

وكان في استقبال الوزير السفير البريطاني في القاهرة، السيد جاريث بايلي، إلى جانب رئيس الشركة، السيد توماس برينان، والدكتور هشام ستيت رئيس هيئة الشراء الموحد، والدكتور علي الغمراوي رئيس هيئة الدواء المصرية. وقد تفقد الوزير خلال الزيارة خطوط الإنتاج المتطورة التي تُنتج مرشحات الكلى، وخطوط الدم الوريدية، والمحاليل الوريدية، وأجهزة نقل الدم، والتي تُصدر إلى أكثر من 40 دولة حول العالم.

 

توجّه الوزير بعد ذلك إلى مصنع “مارس إيجيبت” للصناعات الغذائية، والذي يُعد أحد أبرز نماذج الاستثمار الأجنبي الناجح في مصر. المصنع مقام على مساحة 81 ألف متر مربع، ويعمل به نحو 450 موظفًا، ويمثل مركزًا إقليميًا لإنتاج الشوكولاتة، حيث يُصدر أكثر من 90% من إنتاجه إلى 30 دولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا. وبلغ حجم الاستثمارات بالمصنع أكثر من 500 مليون دولار، بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 150 ألف طن. وخلال جولته بالمصنع، تفقد الوزير خطوط إنتاج الشوكولاتة ومنطقة الأفران والتغليف، بالإضافة إلى خطوط “جلاكسي” و”تويكس”، واطلع على آليات التصنيع باستخدام الروبوتات والتكنولوجيا الذكية.

 

واختتم الوزير جولته بزيارة مصنع شركة “الثلاثية” لتصنيع المعدات (تيترا)، المتخصص في إنتاج وتجميع المركبات الهندسية المستخدمة في خدمات المرافق العامة والطوارئ. المصنع مقام على مساحة تقارب 9 آلاف متر مربع بمنطقة التوسعات الشمالية، ويضم 100 عامل، ويُنتج سيارات مجهزة بوحدات شفط ونافوري، ومركبات لنزح السيول، وسيارات كباش لرفع المخلفات، بالإضافة إلى خزانات المياه والوقود. كما يُصدر جزءًا من إنتاجه إلى الأسواق العربية والأفريقية. وقد استعرض الوزير خلال الزيارة ماكينات التصنيع المتقدمة، مثل مكابس CNC، وماكينات درفلة لف التانكات، وماكينات تقطيع بالبلازما، وأبراج اللحام الأوتوماتيكي، إلى جانب أقسام التجميع والخراطة والتجهيز على الشاسيهات.

 

وفي ختام الجولة، شدد الفريق مهندس/ كامل الوزير على أن الصناعة الوطنية تمثل المحور الأهم في خطة الدولة للنهوض بالاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة. وأوضح أن الخطة العاجلة لتطوير الصناعة، التي تم التصديق عليها في أغسطس 2024، تستهدف رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي من 14% إلى 20% بحلول عام 2030، وزيادة مساهمة الصناعات الخضراء إلى 5%، فضلًا عن مضاعفة عدد فرص العمل من 3.5 مليون إلى 7 ملايين فرصة عمل.

 

وأشار الوزير إلى أن هذه الخطة ترتكز على سبعة محاور رئيسية، في مقدمتها تعميق التصنيع المحلي بإنشاء مصانع جديدة تلبي احتياجات السوق، والتوسع في التصدير، وتحسين جودة المنتجات المصرية لتعزيز قدرتها التنافسية عالميًا، إلى جانب دعم التوظيف القائم على الإنتاج كوسيلة لخفض معدلات البطالة ورفع مستوى المعيشة.

 

وأكد الوزير في ختام تصريحاته أن الدولة مستمرة في جهودها لجذب المزيد من الاستثمارات الصناعية، وتحفيز الشركات الوطنية والعالمية على التوسع في السوق المصري، بما يدعم رؤية مصر للتحول إلى مركز صناعي وتصديري إقليمي يخدم أسواق القارة الأفريقية والمنطقة العربية وأوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *