
مع إعلان نتائج الثانوية العامة وبدء المرحلة الأولى من التنسيق، تزداد التساؤلات حول مدى تعبير الحدود الدنيا للقبول بالكليات عن قدرات الطلاب الحقيقية، ومدى جدوى الاختيار بناءً على المجموع فقط.
وفي حوار خاص لـ”البورصجية” أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة والخبير التربوي، أن عملية التنسيق لا تُقاس فقط بمستوى الطلاب، بل تتأثر بعوامل تنظيمية تتعلق بعدد المقاعد في الكليات المختلفة.
ويشرح د. حجازي أن “الحدود الدنيا تتحدد وفقًا لدرجات الطلاب وأعدادهم، وكذلك الأماكن المتاحة بالكليات، وليس بناءً على مقياس فردي لقدرات كل طالب. التنسيق يخضع لقواعد منظمة وثابتة تتحرك كل عام تبعًا لهذه المحددات”.
الفروق البسيطة في الدرجات لا تعني تفاوتًا في القدرات
ويضيف أن الفروق الطفيفة في النسب المئوية بين الطلاب لا تعكس اختلافًا حقيقيًا في الكفاءة، موضحًا:
“الطالب قد يحصل على 93% ويدخل كلية الطب الحكومية، وآخر يدخل نفس التخصص في جامعة أهلية بمجموع أقل بكثير. التفاوت هنا لا يعني ضعفًا في القدرات، بل سببه نقص الأماكن المتاحة وكثرة المتقدمين. الأمر في جوهره تنظيمي أكثر من كونه تقييمًا حاسمًا للمهارات.”
المجموع ليس معيارًا وحيدًا.. والميول يجب أن تُحترم
وشدد د. حجازي على أهمية ترتيب الرغبات بناءً على ميول الطالب، وقدراته، ومتطلبات سوق العمل، وليس فقط بناءً على المجموع المرتفع.
وقال: “اختيار تخصص غير مناسب لقدرات الطالب لمجرد أن مجموعه يسمح، قد يؤدي إلى مشكلات لاحقًا. الأفضل أن يكون الاختيار قائمًا على فهم ذاتي حقيقي للمسار الأنسب”.
لكنه أشار أيضًا إلى أن الميول يمكن اكتسابها خلال سنوات الدراسة الجامعية، من خلال الممارسة، والتدريب، والاحتكاك بالمجال.
الفجوة مع سوق العمل تقلصت بشكل ملحوظ
وحول ما إذا كانت هناك فجوة بين ما تقدمه الكليات ومتطلبات سوق العمل، أوضح د. حجازي أن الوضع يشهد تحسنًا ملحوظًا، قائلاً: “بعض التخصصات ما زالت بحاجة لتطوير، لكن الغالبية شهدت تحديثًا للمناهج والبرامج التدريبية لتتماشى مع ما يطلبه سوق العمل. الطالب الآن يتلقى محتوى أكثر واقعية، وتدريبًا يتصل مباشرة بالوظائف المستقبلية”.
رسالة للطلاب: احترم نفسك واختياراتك
واختتم الدكتور حجازي حديثه برسالة للطلاب قائلاً:
“احترم قدراتك، واعرف نفسك جيدًا. لا تجعل المجموع وحده يقودك، بل اجعل اختياراتك نابعة من وعيك، وطموحك، وما تحب أن تمارسه في مستقبلك المهني. في النهاية، النجاح لا يرتبط بالكلية بقدر ما يرتبط بشغفك ورغبتك الحقيقية في التعلم والتطور.
وفي إطار ذاته، جاءت الحدود الدنيا للمرحلة الأولى على النحو التالي:
أولًا: طلاب النظام الحديث
الشعبة العلمية: الحد الأدنى ٣٥٢ درجة فأكثر، أي بنسبة ٨٥.٩٦٪، بعدد طلاب ٢١٥٨٧.
الشعبة الهندسية: الحد الأدنى ٣٤٤ درجة فأكثر، أي بنسبة ٨٤.٤٪، بعدد طلاب ١٧٦٧.
الشعبة الأدبية: الحد الأدنى ٣٢٣ درجة فأكثر، أي بنسبة ٧٨.٨١٪، بعدد طلاب ٢٣٠٧٣.
وذلك اجمالي عدد الطلاب بجميع الشعب للنظام الحديث ٩٣٥٠٧ طالبًا وطالبة.
ثانيًا: طلاب النظام القديم
الشعبة العلمية: الحد الأدنى ٣٥٠ درجة فأكثر، أي بنسبة ٨٥.٣٦٪، بعدد طلاب ١٤١١.
الشعبة الهندسية: الحد الأدنى ٣٣٥ درجة فأكثر، أي بنسبة ٨١.٧٧٪، بعدد طلاب ٢٨٠.
الشعبة الأدبية: الحد الأدنى ٣٢٢ درجة فأكثر، أي بنسبة ٧٨.٥٥٪، بعدد طلاب ٣٧٧.