 
						أكد الخبير الاقتصادي، الدكتور أحمد شوقي، أن بناء المتحف المصري الكبير له أهمية كبيرة للاقتصاد المصري على كافة الأصعدة والمجالات ،حيث بناءه يعتبر رسالة تؤكد أن مصر قادرة على تحويل تراثها إلى مورد تنموي يضيف إلى الناتج المحلي الإجمالي ويرسخ مكانتها العالمية.
المتحف المصري الكبير سيدر موارد جديدة في الناتج المحلي الإجمالي
وتابع: “كما أن بعده الحضاري أصبح رافعة اقتصادية مؤثرة في العديد من القطاعات الاقتصادية أهمها ، “قطاع السياحة والفندقة”،فهو القطاع الأكثر استفادة من افتتاح المتحف، حيث سيؤثر في تحقيق عوائد مباشرة وغير مباشرة نتيجة جذب عدد كبير من الزوار يصل إلى 5 – 7 ملايين سائح سنويا، بزيادة تتراوح بين 15% و20% عن المعدلات السابقة، وهو ما سيدر موارد جديدة في الناتج المحلى الإجمالي فبالنسبة للعوائد المباشرة تتمثل في أسعار التذاكر المعلنة (200 جنيه للمصريين و1200 جنيه للأجانب).
وأضاف: “فمن المتوقع أن تتراوح إيرادات التذاكر فقط ما بين بين 3.5 إلى 5 مليار جنيه مصري سنويا فضلا عن العوائد الأخرى للخدمات المختلفة بالمتحف”.
وأشار إلى أنه بالنسبة للعوائد غير المباشرة، والتي ستشمل إنفاق الزوار في الفنادق والمطاعم ووسائل النقل والأسواق، وارتفاع نسب إشغال الفنادق في القاهرة الكبرى إلى 80% في مواسم الذروة، و نشاط الطلب على خدمات الضيافة والمطاعم والبرامج السياحية المتخصص وهو ما قد يضاعف الأثر الاقتصادي الكلي للمشروع على الناتج المحلي والسياحة.
انضمام المتحف لمنطقة تجارية ضخمة يجعله منصة لتسويق المنتجات التراثية
وأوضح أن انضمام المتحف إلى منطقة تجارية ضخمة، يجعله منصة لتسويق المنتجات التراثية والهدايا السياحية، ما يوفر مبيعات تقديرية تتجاوز 500 مليون جنيه سنويا، ويُعيد إحياء الحرف التقليدية في الفسطاط وسقارة والأقصر وأسوان، بما يضمن دعما مستداما للحرفيين وصغار المهنين المحليين.
واستكمل: “وساهم المتحف في تطوير شبكة الطرق المؤدية إلى المتحف — مثل محور روض الفرج والطريق السياحي الجديد إلى زيادة وخلق فرص نمو في النقل السياحي والنقل الذكي. ومن المتوقع أن ترتفع حركة شركات النقل السياحي مره اخرى بنسبة لا تقل عن 25%، بالاضافة إلى تعزيز الطلب على خدمات النقل الجماعي الذكي من مطار القاهرة والمناطق الفندقية الكبرى.
واستطرد: “أما بالنسبة “للقطاع العقاري” ، يشهد محيط المتحف حالة من النشاط العقاري المتسارع خلال آخر عامين ، حيث ارتفعت أسعار الأراضي بنسبة 40% مع توسع خطط التطوير الفندقي والسياحي من مستثمرين مصريين وخليجيين، وسيدعم هذا التحول تدفقات جديدة من الاستثمار الأجنبي المباشر، ويعزز القيمة الاقتصادية للمنطقة السياحية الممتدة من الأهرامات إلى المتحف.
المتحف سيساهم في خلق أكثر من 10 آلاف فرصة عمل مباشرة
وأكد أن المتحف سيساهم فى خلق أكثر من 10 آلاف فرصة عمل مباشرة أثناء مرحلة الإنشاء، ومن المنتظر أن يوفر نحو 3 آلاف وظيفة دائمة في مجالات الإدارة والتسويق والخدمات السياحية بعد التشغيل، إلى جانب آلاف الوظائف غير المباشرة في سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية.
وفى الختام أكد شوقى، أن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد حدثا، بل تحول اقتصادي وحضاري يبرهن أن الثقافة يمكن أن تكون استثمار ذا عائد مرتفع، وتؤكد أن مصر القديمة لا تزال تبني حاضرها ومستقبلها بقوة حضارتها.
 
                




