
قالت رانيا جول، خبيرة أسواق المال العالمية، إن خفض الفائدة الأمريكية الأخير جاء في توقيت بالغ الحساسية للأسواق العالمية، حيث يتزامن مع مؤشرات تباطؤ اقتصادي وضغوط تضخمية ما تزال أعلى من المستهدف، إلى جانب تصاعد البعد السياسي بعد تلميحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإمكانية تغيير رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
قفزة كبيرة في أسعار الذهب اليوم وعيار 21 يسجل 5730 جنيهًا
وأضافت جول في تصريح خاص لـ البورصجية ، أن هذا المزيج من السياسة النقدية المرنة والضبابية السياسية أعاد تشكيل توجهات المستثمرين تجاه مختلف فئات الأصول، ما بين البحث عن العائد والتحوط من المخاطر.
الأسواق الأمريكية: صعود مدفوع بالسيولة
وأوضحت أن الأسواق الأمريكية استقبلت خفض الفائدة بإيجابية واضحة، خاصة أسهم التكنولوجيا والشركات ذات النمو المرتفع، في ظل انخفاض تكلفة التمويل ودعم التقييمات السوقية.
وأكدت أن هذا الصعود مدفوع بالسيولة أكثر من الأساسيات الاقتصادية، ما يجعل الأسواق عرضة لتقلبات حادة، مرجحة استمرار الاتجاه الصاعد على المدى القصير، مع احتمالات تصحيحات مرحلية على المدى المتوسط إذا لم تتحسن أرباح الشركات بما يتماشى مع ارتفاع الأسعار.
الذهب والفضة: المستفيد الأكبر
وأشارت خبيرة أسواق المال إلى أن الذهب والفضة كانا من أبرز المستفيدين من خفض الفائدة وتراجع العوائد الحقيقية، إلى جانب المخاوف السياسية المرتبطة بمستقبل السياسة النقدية الأمريكية.
وتوقعت استمرار الاتجاه الصاعد للذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في ظل عدم اليقين النقدي والجيوسياسي، فيما رجحت أن تحقق الفضة أداءً أفضل نسبيًا حال تحسن النشاط الصناعي العالمي، مع بقائها أكثر تقلبًا.
النفط: استقرار حذر
وفيما يتعلق بأسعار النفط، قالت جول إنها تتحرك في نطاق متقلب بين دعم خفض الفائدة ومخاوف فائض المعروض، مع ترقب الأسواق لمستويات الإنتاج الأمريكي وسياسات «أوبك+» وتطورات الطلب من الصين.
ورجحت أن يشهد النفط استقرارًا مائلًا للصعود دون موجات ارتفاع حادة، ما لم يظهر تحسن واضح في الطلب العالمي.
الأسواق الخليجية: دعم نقدي واستقرار نسبي
وأشارت إلى أن الأسواق الإماراتية والسعودية تستفيد من ربط عملاتها بالدولار وقوة القطاعات المصرفية والطاقة، متوقعة أداءً إيجابيًا معتدلًا مدعومًا باستقرار أسعار النفط والمشروعات التنموية الكبرى.
السوق المصرية: فرص قائمة بحذر
وفيما يخص السوق المصرية، أوضحت جول أن تحركات الدولار وأسعار الفائدة العالمية تلعب دورًا محوريًا، مؤكدة أن أي تحسن في تدفقات الاستثمار الأجنبي أو تراجع الدولار قد ينعكس إيجابًا على البورصة المصرية.
وأضافت أن الفرص ما تزال قائمة، خاصة في القطاعات المرتبطة بالأصول الحقيقية، مع بقاء الأداء مرهونًا باستقرار السياسة النقدية وقدرة الاقتصاد على احتواء التضخم.
واختتمت رانيا جول حديثها بالتأكيد على أن خفض الفائدة الأمريكية أعاد الزخم للأسواق العالمية، لكنه لم يُلغِ المخاطر الكامنة، مشيرة إلى أن التفاؤل الحالي تقوده السيولة أكثر من قوة النمو الحقيقي، ما يتطلب من المستثمرين قدرًا أعلى من الحذر والانتقائية والتركيز على إدارة المخاطر بقدر السعي وراء العوائد.





