قالت رانيا جول، كبير محللي أسواق المال العالمية في شركة XS.com، إن الأسواق المالية العالمية والعربية تعيش حالة من التذبذب الحاد بين محفزات الطلب الآمن وتوجهات المخاطرة، في ظل استمرار الضبابية حول السياسة النقدية الأمريكية واستمرار الإغلاق الحكومي في واشنطن، إضافة إلى القلق بشأن مسار الاقتصاد الصيني.
وأضافت في تصريح خاص لـ البورصجية ، أن هذه التطورات دفعت المستثمرين للتحرك بين الأصول الآمنة وأدوات المخاطرة، ما انعكس على أداء الأسهم والعملات والسلع خلال الأسبوع الماضي.
وأشارت إلى أن الذهب تصدر المشهد العالمي كملاذ آمن، بعدما تجاوز مستوى 4200 دولار للأوقية مدفوعاً بتصاعد التوترات السياسية والجيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، مما زاد الطلب على الأصول الدفاعية.
وقالت جول إن الأسهم الأمريكية حافظت على تماسكها النسبي قرب ذروتها السنوية، رغم تردد المستثمرين بين مخاوف الركود وآمال خفض الفائدة، بينما تراجع النفط إلى نحو 57 دولاراً للبرميل مع ارتفاع المخزونات الأمريكية وتزايد التوقعات بتباطؤ الطلب العالمي .
و توقعت خبيرة أسواق المال ، استمرار ميل الذهب للصعود خلال الأسبوع المقبل مدفوعاً بتزايد الطلب التحوّطي وتراجع عوائد السندات الأمريكية، مع إمكانية اختبار مستويات أعلى إذا استمر الإغلاق الحكومي الأمريكي وتصاعدت التوترات الجيوسياسية”.
وتابعت ، أما الأسهم الأمريكية فمن المرجح أن تتحرك في نطاق جانبي ضيق مع ميلٍ للتراجع الطفيف، بينما سيبقى النفط تحت ضغط العرض الزائد دون 65 دولار .
وقالت جول إن الأسواق العربية أظهرت تماسكاً نسبياً خلال الفترة الأخيرة، مستفيدة من الدعم الحكومي ومتانة الميزانيات واستمرار المشاريع التنموية الكبرى، مما جعلها أكثر استقراراً مقارنة بالأسواق العالمية.
وأضافت أن سوق أبوظبي للأوراق المالية (ADX) يواصل أداءه المستقر، حيث بلغ إجمالي القيمة السوقية لأسواق الإمارات نحو 1.048 تريليون دولار، واستقر المؤشر العام قرب 10,124 نقطة بدعم من أسهم الطاقة والبنوك.
وتوقعت أن يواصل السوق صعوداً طفيفاً الأسبوع المقبل مدعوماً بتدفقات استثمارية جديدة وإعلانات محتملة لصفقات استراتيجية .
وأشارت جول إلى أن سوق دبي المالي (DFM) شهد تراجعات محدودة خلال الأسبوع الأخير نتيجة عمليات جني الأرباح وضغط التوترات العالمية، بعد ارتفاعات قوية في سبتمبر الماضي، لكنه لا يزال يجذب رؤوس أموال تبحث عن فرص في بيئة تنظيمية مرنة ومشروعات عقارية ضخمة.
وتوقعت أن يتحرك السوق ضمن نطاق جانبي مع فرص محدودة للصعود بدعم من أخبار عقارية إيجابية أو طروحات مرتقبة .
وقالت جول إن السوق المالية السعودية (تداول) تظل الأعمق والأكثر تأثيراً في المنطقة، مستفيدة من استقرار الاقتصاد المحلي وارتفاع الإنفاق الحكومي ضمن رؤية المملكة 2030. واستقر المؤشر العام تاسي قرب 11,696 نقطة بعد مكاسب طفيفة بلغت نحو 0.8%،موضحة أن السوق السعودي مرشحة لمزيد من الاستقرار مع ميل صعودي معتدل، خاصة إذا استمر تحسن أسعار النفط أو أعلنت الشركات القيادية عن نتائج فصلية قوية .
وأضافت جول أن البورصة المصرية (EGX) شهدت تحسناً واضحاً مدعومة بالإصلاحات الاقتصادية ورفع التصنيف الائتماني للبلاد إلى فئة “B” من قبل وكالة S&P Global، مما عزز ثقة المستثمرين في المدى المتوسط.
وتوقعت استمرار الأداء الإيجابي الهادئ مع ارتفاعات انتقائية في أسهم البنوك والصناعة، فيما تبقى تقلبات سعر الصرف عاملاً مؤثراً على المستثمر الأجنبي” .
