
قالت رانيا جول، خبيرة أسواق المال في شركة XS.com، إن إدراج سهم أوراسكوم كونستراكشن في سوق أبوظبي للأوراق المالية، ضمن إدراج مزدوج مع البورصة المصرية، يُعد محطة مفصلية تعكس انتقالًا استراتيجيًا للشركة نحو بيئة استثمارية توفر سيولة أعلى وقاعدة أوسع من المستثمرين.
وأضافت في تصريح خاص لـ البورصجية ، أن هذه الخطوة ليست مجرد تحرك شكلي، بل إعادة تموضع مؤسسي يهدف إلى تعظيم القيمة السوقية واستقطاب مستثمرين جدد.
وأوضحت جول أن الأداء القوي للسهم في أولى جلساته، والذي تجاوز 25% صعودًا، يعكس ثقة المستثمرين في محفظة الشركة التي تقترب من عشرة مليارات دولار من الأعمال المستقبلية، وقدرتها على إعادة موازنة إيراداتها بين المقاولات التقليدية ومشاريع البنية التحتية ذات الإيرادات المستقرة.
وتابعت جول أن السوق المصري يمتلك عمقًا مؤسسيًا مهمًا وشركات ذات ثقل إقليمي مثل أوراسكوم، ما يمنحه قدرة نسبية على الصمود خلال الفترة المقبلة.
ورأت أن الإدراج المزدوج لأوراسكوم يشكل عنصر دعم معنوي واستراتيجي، إذ يبقي السوق المصري مرتبطًا بالتطورات الإقليمية ويمنحه نافذة على السيولة الخليجية حتى في ظل الأوضاع المحلية الضاغطة، متوقعة أن يظل السوق في حالة تذبذب خلال الأشهر المقبلة مع احتمالية تسجيل مكاسب محدودة إذا تحسنت سيولة الدولار وتراجعت الضغوط التضخمية.
و قالت جول أن السوق السعودي يعد الأكبر عربيًا من حيث القيمة السوقية والسيولة، وهو مركز جذب رئيسي للمستثمرين الأجانب بفضل الإصلاحات العميقة والانفتاح المتدرج على رؤوس الأموال العالمية، إضافة إلى الإدراجات الضخمة التي عززت عمق السوق.
وأضافت أن التحدي الرئيس للسوق السعودي يتمثل في حساسيته العالية تجاه تقلبات أسعار النفط، حيث تؤثر حركة الخام مباشرة على ثقة المستثمرين وتدفقات السيولة. ومع ذلك، ترى أن رؤية 2030 والتوسع في قطاعات غير نفطية مثل التكنولوجيا والخدمات اللوجستية يمنحان السوق قدرًا من التنوع يحميه نسبيًا من تقلبات السلع، متوقعة أن يحافظ المؤشر العام على مسار صعودي معتدل خلال الربع الأخير من العام مع بعض التذبذبات المرتبطة بأسعار النفط وقرارات الفيدرالي الأميركي.
سوق أبوظبي
وأكدت جول أن سوق أبوظبي نفسه أظهر قوة دفع استثنائية مع إدراج أوراسكوم، مما يعزز من مكانته كمنصة مالية جاذبة قادرة على منافسة الرياض ودبي. وأضافت أن استمرار موجة الإدراجات النوعية قد يفتح المجال أمام مستويات قياسية جديدة في أحجام التداول، كما قد يشجع على مزيد من الإدراجات المزدوجة أو الانتقالية بما يعزز التكامل بين البورصات العربية ويرسخ موقع الخليج كوجهة استثمارية بديلة في ظل حالة التذبذب التي تعيشها الأسواق العالمية.
أما بالنسبة للأسواق العالمية، فقالت جول إن المزاج الاستثماري يظل مرتبطًا بشكل مباشر بتوجهات السياسة النقدية الأميركية. وأوضحت أن البيانات الأخيرة أظهرت مفارقة لافتة: تباطؤ في مؤشرات سوق العمل يقابله ارتفاع طفيف في معدلات التضخم. وأضافت أن هذه التركيبة تعكس بيئة “ركود تضخمي” محتمل إذا لم تتم إدارتها بدقة، وتجعل الفيدرالي أمام معادلة صعبة بين دعم النشاط الاقتصادي وضبط استقرار الأسعار.
ورجحت أن يُقدم الفيدرالي على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل، مع إمكانية خفض إضافي في الربع الأخير من العام إذا ما استمرت مؤشرات التوظيف في التراجع، لكنها حذرت من أن أي تسارع غير متوقع في التضخم قد يجبر الفيدرالي على التريث.