اقتصادسوق المال

خبيرة لـ”البورصجية”:التفاؤل الحذر يسيطر على المستثمرين.. ومصر مرشحة لصعود محدود الأسبوع المقبل

قالت رانيا جول، كبير محللي أسواق المال العالمية بشركة XS.com، في تصريح خاص لموقع البورصجية، إن السوق المصري بدأ الأسبوع بحالة من التماسك النسبي وسط تحسن في معنويات المستثمرين المحليين .

وأضافت جول أن مؤشر البورصة المصرية EGX30 ارتفع إلى نحو 37000 نقطة، وهو أعلى مستوى له ، بدعم من عمليات شراء محلية وعودة تدريجية للثقة في الأسهم القيادية.

وقالت إن انخفاض عجز الحساب الجاري إلى 2.2 مليار دولار بفضل زيادة تحويلات العاملين وارتفاع عائدات السياحة يمثل تطوراً إيجابياً، إلا أن الاستثمار الأجنبي المباشر لا يزال عند مستويات ضعيفة نسبياً.

وأوضحت جول أن السوق المصري قد يواصل الأداء الإيجابي في بداية الأسبوع المقبل، مستهدفاً مستوى 37800 نقطة، مدعوماً بالمستثمرين المحليين، لكنها حذّرت من أن أي تراجع جديد للجنيه قد يحد من الزخم في النصف الثاني من الشهر الجاري.

الإمارات: نشاط قوي وزخم استثماري متزايد

وأوضحت جول أن الاقتصاد الإماراتي يواصل أداءه الإيجابي، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات إلى 54.2 نقطة في سبتمبر، وهو أعلى مستوى في سبعة أشهر، مما يعكس تحسناً واضحاً في النشاط غير النفطي بدعم من الطلب المحلي والسياحة.

وأضافت أن مؤشر سوق أبوظبي العام ارتفع إلى 10,130 نقطة، بينما أنهى مؤشر سوق دبي المالي تداولاته عند 5,940 نقطة مدعوماً بمكاسب في قطاعات العقارات والطاقة والبنوك.

وأشارت جول إلى أن استحواذ شركة IHC على حصة 43.5% في شركة هندية بقيمة تقترب من مليار دولار يعكس التوسع الإقليمي والعالمي لرؤوس الأموال الإماراتية.

وقالت جول: “أتوقع أن يختبر سوق دبي مستوى 6,000 نقطة خلال الأسبوع المقبل بدعم من أسهم العقارات، بينما قد يواصل سوق أبوظبي الأداء الإيجابي نحو 10,200 نقطة مع تحسن السيولة وارتفاع أسعار النفط”

وقالت جول إن الأسواق العالمية تعيش حالة من الترقب الحذر نتيجة تداخل العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، خاصة مع استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي وانتظار المستثمرين قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة.

وأضافت أن التوقعات تميل إلى خفض الفائدة في الأشهر المقبلة إذا استمر الإغلاق أو واصلت بيانات التضخم والوظائف ضعفها، إلا أن أي لهجة متشددة من الفيدرالي قد تدفع الأسواق لتصحيح مؤقت بعد موجة المكاسب القوية الأخيرة.

وأكدت جول أن الأسواق الأمريكية ستدخل في مرحلة تذبذب أفقي خلال الأسبوع المقبل، مع احتمالية ارتفاع مؤشر ناسداك بنحو 1% إذا أكدت تصريحات الفيدرالي نية خفض الفائدة، في حين قد تتراجع عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى ما دون 4% مؤقتاً.

النفط والذهب يقودان المشهد السلعي

وأوضحت جول أن أسعار السلع تلعب دوراً محورياً في تحديد اتجاهات الأسواق، مشيرة إلى أن النفط الخام ارتفع إلى نحو 63 دولاراً للبرميل بعد قرار “أوبك+” رفع الإنتاج بوتيرة أقل من المتوقع، مما دعم المعنويات في أسواق الطاقة.

وأضافت أن الذهب واصل أداءه القوي متجاوزاً 4,000 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه، مدفوعاً بتصاعد التوترات الجيوسياسية ومخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي.

وتوقعت أن يتداول النفط بين 63 و67 دولاراً للبرميل خلال الأسبوع، بينما قد يشهد الذهب تصحيحاً طفيفاً نحو 3,950 دولاراً للأونصة قبل أن يستأنف الصعود مجدداً في حال استمرار التوترات العالمية”.

الأسهم العالمية والناشئة: تذبذب وانتقائية

وأضافت جول أن الأسهم العالمية ستواصل تحركاتها العرضية مع احتمالات تراجع مؤقت في أسهم التكنولوجيا بعد الارتفاعات الحادة التي شهدتها الأشهر الماضية.
وقالت إن الأسواق الناشئة تستفيد نسبياً من توقعات خفض الفائدة الأمريكية، لكنها تبقى معرضة لتقلبات رؤوس الأموال وخروج الاستثمارات الأجنبية في أي وقت.

وأشارت إلى أن مؤشر MSCI للأسواق الناشئة مرشح للارتفاع بنحو 0.5% هذا الأسبوع، بينما قد تبقى الأسواق الأوروبية في نطاق ضيق متأثرة ببيانات التضخم المرتقبة من منطقة اليورو.

واختتمت جول تصريحاتها لـ”البورصجية” قائلة: الأسبوع المقبل سيكون أسبوع اختبار المعنويات للأسواق العالمية، وإذا لم تظهر بيانات سلبية مفاجئة، فقد نشهد موجة صعود معتدلة بين 1 و1.5% في معظم المؤشرات الكبرى”.

وأضافت أن على المستثمرين توزيع المخاطر بحكمة بين الأسهم عالية النمو والأصول الدفاعية، مع متابعة التطورات المتعلقة بأسعار النفط وقرارات الفيدرالي الأمريكي، لأنهما سيبقيان المحركين الأساسيين للأسواق حتى نهاية الشهر الجاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *