سلايدرمصر

خبراء يحذرون: إسرائيل تتمدد في سوريا.. ولا استقرار بدون دولة فلسطينية

فرضت أزمات المنطقة وصراعاتها وأحداثها المتسارعة نفسها بقوة على الأنشطة الثقافية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب من خلال العديد من الندوات واللقاءات بمشاركة خبراء سياسيين واستراتيجيين. حذروا من التمدد الإسرائيلي في سوريا باستغلال المتغيرات هناك. وشددوا على أنه لا استقرار في المنطقة بدون إقامة الدولة الفلسطينية.
وأكدوا أن الأحداث في المنطقة لا تكاد تستقر على حال حتى تدخل في أزمة جديدة، مما جعلها في دائرة من الأزمات المستمرة تمثل تحديًا كبيرًا أمام صناع القرار في مواجهة العديد من القضايا، مثل: القضية الفلسطينية، والقضية السورية، بالإضافة إلى تهديد أمن البحر الأحمر بسبب الحوثيين في اليمن.
جاء ذلك خلال مشاركتهم في ندوة “شرق أوسط متغير.. نحو بناء استراتيجية مصرية جديدة”.
وأوضح اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أهمية دور مصر في دعم القضية الفلسطينية، وأن كل من ينتقص من هذا الدور كأنما ينكر وجود الشمس؛ لأن مصر حاضرة في القضية الفلسطينية منذ عام 1948، وهي قضية أمن قومي لمصر.
وقال: إن مصر تدخلت في أحداث 7 أكتوبر 2023 لوقف الحرب ورفضت تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين. وأكد ضرورة تأمين سيناء بشكل كبير وتنفيذ اتفاقات الهدنة وعدم السماح بالتهجير، ودعم إقامة الدولة الفلسطينية، لأنه “بدون إقامة الدولة الفلسطينية لا استقرار في المنطقة”.
وأوضح اللواء محمد مجاهد الزيات، المستشار بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن ما يحدث في سوريا لا يمكن النظر إليه بمعزل عن ما يحدث في فلسطين ولبنان، حيث تم قطع أذرع إيران في غزة، ممثلة في حماس وحزب الله في لبنان، بالإضافة إلى سقوط النظام السوري. ولفت إلى أن إسرائيل تمددت في سوريا حتى وصلت قرب ريف دمشق، كما امتدت إلى شريط حدودي في درعا. وأكد أن مصر تعاملت مع هذه المتغيرات وفقًا لمصلحة الأمن القومي المصري.
ولفت الدكتور حسن أبو طالب، عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن مصر قطب أساسي في منطقة الشرق الأوسط، وأن أي تغيير في هذه المنطقة يمس مصالح مصر بشكل مباشر. وأكد أن أمن البحر الأحمر يمثل تحديًا كبيرًا، ويعتبر جزءًا من الأمن القومي المصري، لكون البحر الأحمر يعد منطقة عبور دولية بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى مرور السفن عبر قناة السويس. وأوضح أن مصر تسعى إلى تعزيز التعاون الإقليمي مع الدول المشاطئة للحفاظ على أمن البحر الأحمر، ومواجهة التحديات مثل القرصنة أو الحروب، مشددًا على أن البحر الأحمر يمثل قضية أمن قومي عليا للمصالح المصرية.
وحذر الدكتور جمال عبد الجواد، عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، من العنف والصراعات المسلحة المتزايدة في إقليم الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن المنطقة تشهد أكبر استثمارات في التسليح على مستوى العالم. وأوضح أن هناك اتجاها لكسر المحرمات في المنطقة، مثل تهديد حرية الملاحة في البحر الأحمر، مما يعيد المنطقة إلى ما يشبه عصور القرصنة. وأكد أن التغيرات في المنطقة مدفوعة بالصراع العربي الإسرائيلي، وأنه لن تهدأ المنطقة دون حل القضية الفلسطينية.
واستعرض الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة أهم الجهود التي تبذلها الدولة لتعزيز الاستقرار والتنمية في مواجهة الأزمات التي تمر بها المنطقة، مؤكدا أهمية دور الشباب في دعم عملية التنمية الشاملة، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وشدد الوزير على ضرورة الاستثمار في طاقات الشباب كعنصر أساسي لتعزيز الأمن القومي المصري ومواجهة الأزمات التي تمر بها المنطقة. ولفت إلى أن مصر تلعب دورا محوريا في دعم قضايا المنطقة، من خلال تعزيز التعاون مع الدول الشقيقة، وتبني سياسات تدعم السلام والتنمية المستدامة، مشيرا إلى أن تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين ضرورة حتمية لتوفير بيئة مواتية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *