قال خبير إعادة الهيكلة المصري الدكتور طارق الطنطاوي، إن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كندا والمكسيك والصين ستؤثر بشكل كبير وسلبيًا على الاقتصاد الأمريكي، وسيشعر بها المواطن الأمريكي بشكل واضح ومباشر من خلال زيادة في أسعار منتجات مثل المواد الغذائية والصلب والطاقة والسيارات بقيمة تصل لنحو 25%.
ولفت الخبير الاقتصادي، في تصريحات خاصة لـ”البورصجية”، أن ترامب سيستند في فرض الرسوم الجمركية الجديدة إلى قانون السلطات الاقتصادية الطارئة الدولية، وهو قانون أمريكي يسمح للرؤساء بتنظيم بعض الأنشطة التجارية بعد إعلان حال الطوارئ الوطنية.
وأضاف أن المكسيك تعد مصدرًا رئيسًا لنحو نصف واردات الولايات المتحدة من المنتجات الطازجة، في حين تعد كندا من أهم وأكبر الموردين لعشرات المنتجات بدءًا من الفاصوليا الكلوية، وصولًا إلى الطماطم الكرزية التي تزرع في البيوت الزجاجية الكبيرة بالقرب من الحدود الأمريكية.
وأكد الطنطاوي، أن الرسوم الجديدة سوف تحدث حالة من الارتباك في سوق السيارات في الداخل الأمريكي، لا سيما وأن العديد من المصنعين الأمريكيين والأجانب شيدوا شبكة معقدة من المصانع في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ونوه الخبير الاقتصادي، أن الأجزاء والمركبات شبه الجاهزة دائمًا ما تدخل إلى أمريكا من الخارج قبل اكتمال عملية الإنتاج، وهو ما سينعكس بالتأكيد على رفع أسعار السيارات، في ظل التقديرات التي تشير إلى أن أكثر من ثُلث احتياجات شركات السيارات الأمريكية من المركبات المنتجة تأتي من كندا والمكسيك.
وأشار، إلى أن ترامب ينظر إلى التعريفات الجمركية في الغالب على أنها أداة تفاوضية وليس دائمة، غير أنها ستؤدي دون شك إلى رفع أسعار البنزين ووقود الطائرات وزيت التدفئة المنزلي في الداخل الأمريكي، الذي يعتمد على كندا في توفير نحو 60% من واردات النفط الخام، ونحو 10% من تلك المنتجات من المكسيك، بإجمالي يصل لنحو 30% من واردات النفط الخام في الولايات المتحدة.
وتابع، أن التعريفة الجمركية الجديدة سوف تؤثر بشكل كبير أيضًا على أسعار منتجات الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الباهظة الثمن بطبيعتها، بما فيها الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، في ظل فرض رفع قيمة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية للولايات المتحدة بقيمة 10% لافتًا إلى أن المنتجات الصينية من تلك الأجهزة تلقى رواجًا لدى قطاع كبير من الأمريكيين.
