كتب:محمد ربيع وحنان محمد
ارتفعت مؤشر البورصة المصرية الرئيسي “إيجي إكس 30” بنحو 2.5% خلال منتصف تعاملات جلسة اليوم الاثنين، ليسجل 28.5 ألف نقطة، بعدما هبط بنحو 5% بنهاية جلسة أمس الأحد، وانخفض إلى مستوى 27.840 ألف نقطة، متأثرًا بالخسائر العنيفة التي طاردت أسعار الدولار في السوق السوداء عقب إعلان الحكومة عن صفقة “رأس الحكمة” الأضخم في تاريخ البلاد.
وقادت أسهم البنك التجاري الدولي وأبو قير للأسمدة وموبكو هبوط المؤشر الرئيسي “إيجي إكس 30” خلال تعاملات أمس، حيث تراجعوا بنسبة 9.8% و19.8% و18.9% على التوالي بنهاية جلسة الأحد، حيث كان يستخدم المستثمرين هذه الأسهم للتحوط من انخفاض سعر العملة المحلية، وبالتالي مع ارتفاع الجنيه أمام الدولار بالسوق الموازية، شهدت تراجعات حادة.
قفزة قوية لقطاع العقارات
وحقق القطاع العقاري والسياحي قفزة قوية بنسبة وصلت إلى 18% في ختام تعاملات أمس، إذ ارتفع سهم مجموعة طلعت مصطفى القابضة 20% إلى 56.52 جنيه بنهاية الجلسة.
وخسر رأس المال السوقي للبورصة 119 مليار جنيه أمس ليغلق عند مستوى 1.973 تريليون جنيه بعد الضغوط البيعية التي عانت منها بجلسة عقب الإعلان عن صفقة رأس الحكمة بضغط من مبيعات المستثمرين العرب والأجانب.
ارتداد المؤشرات
وشهدت مؤشرات البورصة ارتداده اليوم بعد الهبوط العنيف أمس، خاصة في ظل تأثر الأسهم الدولارية التي صعدت بسبب الفجوة بين أسعار الدولار في السوق الموازية خلال الفترة الماضية، فضلا عن صعود أسهم العقارات والسياحة.
وكات “البورصجية” أكدت في عددها الصادر بتاريخ 4 فبراير الماضي انفردت بأسباب ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية خلال الفترة الماضية، إذ عزا خبراء بأسواق المال، أسباب الارتفاع إلى عملية إعادة تسعير الأسهم بناءً على سعر العملة في السوق الموازية إذ كان المستثمرين يستخدمون هذه الأسهم للتحوط من انخفاض سعر العملة المحلية، وبالتالي مع ارتفاع الجنيه أمام الدولار بالسوق الموازية، شهدت تراجعات حادة.
وتوقع خبراء بأسواق المال لـ”البورصجية”، اليوم الاثنين، أن تشهد مؤشرات البورصة حالة من التذبذب خلال جلسات الأسبوع الجاري، نتيجة انهيار الدولار في السوق الموازية، خاصة وأنه في السابق كان يتم إعادة تسعير الأسهم طبقا للقدرة الشرائية الحقيقية للعملة وليس أرباح الشركات، مما دفع السوق إلى مستويات غير مسبوقة.
تأثر قطاع البتروكيماويات
وقال أيمن الزيات خبير أسواق المال، أنه بعد جلسة درامية أمس هبط السوق المصري وفقد أكثر من 140 مليار جنيه من القيمة السوقية، وذلك بعد الإعلان عن صفقة رأس الحكمة والتي تسببت في انهيار الدولار في السوق السوداء ونزوله إلى دون الـ50 جنيهًا.
وأضاف الزيات، أن الأسهم التي لها موارد دولارية خاصة أسهم قطاع البتروكيماويات تأثرت سلبًا، وفي نفس الوقت ارتفع قطاع الإسكان وخاصة الشركات المرتبطة بالمشروع مثل “إعمار، طلعت مصطفى”.
وتوقع خبير أسواق المال أن يحدث ارتداده لأعلى بجلسة اليوم وننصح بالبيع قرب المقاومات ووجود سيولة لاقتناص الفرص في الهبوط، وعدم استخدام آلية الشراء بالهامش، خاصة أنه من المتوقع حدوث مزيد من الصفقات على غرار صفقة “رأس الحكمة”.
تراجع الدولار في السوق الموازية
فيما أرجعت دعاء زيدان، خبيرة أسواق المال، سبب انخفاض مؤشر “إيجي إكس” إلى تراجع سعر دولار السوق الموازية، مؤكدة أن الارتفاعات القياسية التي شهدتها البورصة الفترة الماضية، جاءت نتيجة تأثر الأسهم المقومة بالدولار، بحركة سعر الدولار بالسوق الموازية، والفارق بينه وبين نظيره بالسوق الرسمية.
وأكدت “زيدان”، أن المستثمرين بدأوا في التخلص من الأسهم بشكل سريع، خاصة وأن دافع التحوط الذي دفع المستثمرين لشراء الأسهم في السابق لم يعد موجودًا، لا سيما في ظل الأخبار الإيجابية بتوفير السيولة الدولارية من خلال استثمارات صفقة “رأس الحكمة”.
وأشارت إلى أن أسهم قطاع العقارات هي التي نجت من موجة الانخفاضات الكبيرة التي شهدها المؤشر أمس، مؤكدة ضرورة الابتعاد عن الأسهم المقومة بالدولار، لارتفاع توقعات خسائرها خلال الفترة الماضية.