في حرب الإبادة التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، كانت المستشفيات هدفًا لعملياته العسكرية وما زالت، ففي 17 أكتوبر، كان المستشفى الأهلي المعمداني أول المستشفيات المستهدفة، حيث أدت الغارات الإسرائيلية إلى استشهاد وجرح مئات الفلسطينيين.
استهداف المستشفيات
واستمرّ استهداف المستشفيات والمراكز الصحية وقتل الفلسطينيين في قطاع غزة بعد ذلك. ففي 3 نوفمبر الماضي، استهدف الاحتلال مجمع الشفاء الطبي في القطاع، واعترف إثر ذلك بقصف سيارة إسعاف أمام المجمع.
وفي نوفمبر أيضًا، استهدف الاحتلال عددًا من مستشفيات القطاع، منها القدس والنصر للأطفال، ومستشفى العيون، بالإضافة إلى مستشفى الرنتيسي التخصّصي للأطفال والمستشفى الإندونيسي.
كما اعتقل الاحتلال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، الذي ما زال حتى الآن رهن الاعتقال والتعذيب.
خروج مستشفى ناصر عن الخدمة
أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة، اليوم الأحد، أن ثاني أكبر مستشفى في قطاع غزة “خرج عن الخدمة”.
وقال القدرة، في بيان له، إن هناك أربعة فقط من أفراد الأطقم الطبية يتولون رعاية المرضى داخل مستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع.
وتابع: “خروج (مستشفى) ناصر عن الخدمة هو حكم بالإعدام على مئات الآلاف من المواطنين والنازحين بمنطقة خان يونس ورفح وذلك لأن مجمع ناصر الطبي يعتبر العمود الفقري للخدمات الصحية جنوب غزة”.
وأشار إلى أن نقص الوقود والقتال الدائر بمحيط المستشفى تسببًا في خروجه عن الخدمة.
وكان مستشفى ناصر أكبر منشأة طبية عاملة في غزة حتى اليوم الأحد، ويخضع المستشفى لحصار بسبب القتال الدائر بين إسرائيل وحركة (حماس). وداهمته قوات الاحتلال الإسرائيلية يوم الخميس.
خروج القطاع الصحي عن الخدمة
وتشير معطيات وإحصائيات فلسطينية، أن 90% من المراكز الصحية والعيادات والمستشفيات تعرضت للتدمير والاستهداف من الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان المستمر على قطاع غزة، إذ أن الكوادر الطبية ورجال الإسعاف كانوا هدفًا لعمليات القصف الإسرائيلي مما أدى لاستشهاد أكثر من 340 من الكوادر الطبية.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الاحتلال استهدف بشكل ممنهج القطاعات الصحية، من خلال قتل الكوادر الطبية واعتقالهم وتدمير المستشفيات، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إليها، مما تسبب وفق تقرير لوزارة الصحة إلى إخراج 83 مستشفى ومركزاً صحياً عن العمل، وقصف واستهداف نحو 150 مؤسسة صحية.
وأوضحت الصحة الفلسطينية، في بيان، أن 350 ألف مريض يعانون الأمراض المزمنة ولا يتوفر لهم العلاج، مشيرة لاكتشاف 8 آلاف حالة مصابة بالوباء الكبدي، وإصابة نحو 700 ألف نازح بالأمراض المعدية، بينهم 100 ألف حالة سجلت في رفح التي يوجد فيها وفق تقديرات منظمات دولية نحو مليون ونصف المليون نازح فلسطيني، محذرة من خطورة ما تمر به نحو 60 ألف امرأة حامل، بفعل وجودهن في مراكز الإيواء والخيام وعدم توفر العلاج والمستلزمات والرعاية الصحية لهن.
لماذا يستهدف الاحتلال المستشفيات؟
إن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية لاستهداف المستشفيات في قطاع غزة ترتبط بعقيدة التهجير لدى الاحتلال والتي مورست ضد الفلسطينيين عام 1948.
واتخذت حرب إسرائيل على غزة في 2023 منحى عسكريًا أكثر بطشًا، ركز على 4 مراحل كان عنوانها الرئيسي المستشفيات.
ومنذ أن بدأت إسرائيل الحرب على غزة قصفت المراكز والمنشآت الطبية والعاملين في القطاع الصحي، لا سيما وأن مطالب إخلاء المرافق الصحية والقصف تؤشر على وجود استراتيجية للتهجير القسري لدى إسرائيل.
وبدأ الاحتلال استهدافه للمستشفيات بقطع إمدادات الوقود والكهرباء والماء عن سكان القطاع، ومنع وصول الإمدادات الطبية إلى المستشفيات في الجزء الشمالي بشكل خاص كتمهيد لتطبيق الاستراتيجية الإسرائيلية بشكلها الأعنف.