يعد مشروع محطة الضبعة النووية أحد أبرز المشروعات القومية الاستراتيجية، التي تعكس توجه الدولة المصرية نحو الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وتعزيز أمن الطاقة على المدى الطويل، في ظل تزايد الطلب على الكهرباء والسعي لتنويع مصادر التوليد وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
يقام المشروع في منطقة الضبعة بمحافظة مطروح على مساحة تقدر بنحو 45 كيلومتر مربع، ويضم أربع وحدات نووية بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة، بإجمالي 4800 ميجاوات، أي ما يعادل قرابة 10% من إجمالي القدرة المركبة للشبكة الكهربائية المصرية، ليكون أحد أكبر المشروعات النووية الجاري تنفيذها عالميا، خاصة مع تنفيذ الوحدات الأربع بالتوازي.
وتعتمد المحطة على مفاعلات الجيل الثالث المتطور VVER-1200، التي تتميز بأنظمة أمان متعددة ومستويات حماية عالية، مع عمر تشغيلي يصل إلى 60 عام قابل للتمديد إلى 80 عام، ومعدلات تشغيل تتجاوز 90%، ما يوفر مصدر طاقة مستقر ومستدام لعقود طويلة.
وشهد المشروع خلال عام 2025 تطور ملحوظ، تمثل في تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى، إلى جانب توقيع أمر شراء الوقود النووي، في خطوة محورية على طريق تشغيل أول محطة نووية لتوليد الكهرباء في تاريخ مصر.
وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع نحو 30 مليار دولار، ويسهم في توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، مع نقل الخبرات والتكنولوجيا النووية المتقدمة إلى الكوادر المصرية.
ومن المتوقع أن يحقق المشروع وفر سنوي من الغاز الطبيعي يقدر بنحو 7.9 مليار متر مكعب، فضلا عن خفض انبعاثات الكربون بنحو 20 مليون طن سنويا، بما يدعم استقرار الشبكة الكهربائية ويعزز مسار مصر نحو الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة.





