عالم

حرب إسرائيل وإيران تدخل منعطفًا خطيرًا

شهدت منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا خطيرًا في التوترات خلال الأيام الماضية، مع تبادل التهديدات والهجمات بين إيران وإسرائيل، وتدخل أطراف دولية مثل روسيا والولايات المتحدة بتحذيرات وتصريحات حاسمة، هذه التطورات المتسارعة، التي شملت تأكيد إيران على سلامة منشآتها النووية، وإسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية، إلى جانب تحذيرات المرشد الإيراني من تدخل عسكري أمريكي، واعتقال جاسوس للموساد، تضع المنطقة على شفا هاوية مواجهة أوسع، وتتفاقم الأوضاع مع تحذيرات روسية من تهديد حقيقي للسلم النووي، وتصريحات أمريكية حاسمة، بينما تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية تضرر منشآت نووية إيرانية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار الإقليمي والعالمي.

إيران تؤكد سلامة منشآتها النووية وتتوعد برد قاسٍ:

في أعقاب هجمات الكيان الإسرائيلي الأخيرة، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، “محمد إسلامي”، أن المنشآت النووية في إيران في وضع جيد، مؤكدًا أن “العدو لن يبلغ مبتغاه من هذا الطريق، كما أنه لم يحقق شيئًا حتى الآن”.

وفي تطور موازٍ، أعلن قائد الدفاع الجوي لمنطقة غرب إيران عن تدمير طائرة مسيرة “صهيونية” الليلة الماضية بواسطة المنظومات الدفاعية الاعتراضية، حيث تم العثور على حطام الطائرة في محافظة همدان.

وعلى صعيد آخر، أكد المرشد الإيراني، “علي خامنئي”، اليوم الأربعاء، أن أي تدخل عسكري أمريكي سيقابل بخسائر لا تعوض، مشددًا على أن الهجوم “الأهوج والخبيث” الذي شنته إسرائيل وقع بينما كان المسؤولون الإيرانيون منشغلين بمفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، واعتبر “خامنئي” أن إسرائيل ارتكبت “خطأ وجريمة كبيرة” ويجب أن تُعاقب، مؤكدًا أن العقاب الذي أنزلته القوات المسلحة الإيرانية “عقاب قاسٍ أضعف هذا الكيان وأفقده توازنه”.

وفي سياق متصل، أعلن قائد شرطة محافظة كردستان، العميد “علي آزادي”، عن اعتقال جاسوس تابع للموساد في مدينة “سقز” بالتعاون مع الأهالي، مشيرًا إلى مصادرة كمية كبيرة من أجهزة التحكم عن بعد والمتفجرات وأجهزة التجسس بحوزة الجاسوس.

تحذيرات روسية وتصريحات أمريكية حاسمة:

على الصعيد الدولي، حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، “ماريا زاخاروفا”، من أن التوتر في الشرق الأوسط يمثل تهديدًا “حقيقيًا وعمليًا” للأمن الإقليمي والعالمي، مؤكدة أن استهداف المنشآت النووية السلمية يشكل “تهديدًا جسديًا”، كما حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن أي مساعدة عسكرية مباشرة من واشنطن لإسرائيل قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل خطير، مؤكدة أن موسكو على اتصال مستمر مع الجانبين لمنع المزيد من التصعيد.

في المقابل، أطلق الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” تحذيرات شديدة اللهجة تجاه إيران، ملمحًا إلى إمكانية استهداف منشآتها النووية، ومؤكدًا أن أمريكا قد “بلغ صبرها منتهاه”، وصرح “ترامب” قائلا: “قد أقوم بضرب المنشآت النووية وقد لا أقوم بذلك”، مشيرًا إلى أن الوقت “بات متأخرًا جدًا” للمفاوضات، ووجه “ترامب” رسائل حاسمة لإيران، مشددًا على أنها “لا يمكنها أبداً أن تمتلك سلاحاً نووياً”، كما أثنى على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، وذلك خلا مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض اليوم الأربعاء.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد تضرر منشآت إيرانية:

في تطور يزيد من تعقيد المشهد، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الأربعاء، عبر صفحتها الرسمية على منصة “إكس”، عن تضرر منشأتين إيرانيتين رئيسيتين تُستخدمان لإنتاج أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، وكشفت الوكالة عن استهداف كل من ورشة “تيسا كرج” ومركز أبحاث طهران، مشيرة إلى تعرض مبنى في موقع طهران لأضرار جسيمة، وتدمير مبنيين في “كرج”، هذه الأضرار تشير إلى تطور لافت في الأوضاع المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، خاصة وأن المواقع المستهدفة كانت تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

تأتي هذه الأحداث المتلاحقة لترسم صورة قاتمة للشرق الأوسط، حيث تتصاعد المواجهات بين إيران وإسرائيل بشكل حاد، وتتداخل التحذيرات الدولية مع التصريحات النارية، مما يدفع المنطقة نحو منعطف خطير، إن التأكيد الإيراني على صمود منشآتها النووية، وتدمير المسيرات المعادية، يقابله تهديدات واضحة من واشنطن بالتدخل العسكري، وتأكيدات من موسكو على خطورة الموقف، هذا التوتر المتصاعد، الذي يشمل استهدافات حقيقية واعتقالات لجواسيس، بالإضافة إلى تأكيدات دولية بوقوع أضرار في المنشآت النووية الإيرانية، يجعل السؤال الأهم يتردد صداه بقوة: هل تتجه المنطقة نحو حرب شاملة، أم أن هناك بارقة أمل لتهدئة الأوضاع قبل فوات الأوان؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *