ارتفاعات جنونية شهدتها أسعار الذهب في مصر خلال الأيام الماضية، حيث قفز إلى مستويات تاريخية وغير مسبوقة وتخطى عيار 21 -الأكثر مبيعًا في مصر- 3000 جنيهًا، ومع زيادة أسعار الذهب بشكل كبير اتجه الكثيرون إلى الشراء من أجل الاستثمار لاستغلال الزيادات الكبيرة في أسعاره يومًا بعد يوم.
وتسبب ارتفاع أسعار الذهب في انتشار أنباء عن توقف حركة البيع في الأسواق المحلية وتوقف الإعلان عن الأسعار، ولكن سرعان ما نفت الشعبة العامة للذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية تلك الأنباء في بيان، موضحة أن ما يحدث في الأسواق من تذبذب وعدم الاستقرار يعود لحركة تداول كبيرة بين عرض وحركة بيبعية لجني الأرباح والاستفادة من الارتفاع الكبير لأسعار الذهب؛ تأثرًا بارتفاع الأسعار العالمية وحركة طلب مرتفعة مرتبطة بتحوط المستثمرين من ارتفاعات مقبلة متوقع أن تشهدها الأسواق العالمية خلال الربع الأول من العام المقبل كقراءة لمؤشرات الأسواق العالمية من ناحية وحركة طلب موسمية بالأسواق المحلية خلال مواسم الأعياد المقدسة و بداية العام الجديد، وقد أدي سرعة تغير الأسعار إلى ارتباك في بعض المحلات بما تسبب في تعليق البيع لبضع دقائق لحسم أسعار البيع والشراء.
وبسؤال إسلام يوسف، صاحب أحد محال الذهب في الهرم، قال إن أسعار الذهب عيار 21 تخطت 3300 جنيه لأول مرة، مؤكدًا أنه لم يتم وقف حركة البيع والشراء في محال الذهب، وأنه يواصل البيع والشراء في أي وقت ويتابع أسعار الذهب لحظة بلحظة.
وتابع أنه يكون على علم بأخر تحديث للأسعار على مدار اليوم من الصاغة، وأن حركة الشراء تسير بشكل طبيعي، متابعًا، “إحنا مش بنربط نفسنا بالأسعار، الأسعار كل شويه في تغير سواء السعر ارتفع أو نزل معدلات البيع ملهاش علاقة بالسعر والناس بتشتري عادي، وأصحاب محلات الذهب بيبيعوا زي ما بيشتروا فبالتالي المحلات مش هتوقف بيع وشراء”.
وأشار إلى أن البعض يقوم بشراء الذهب للزينة، والبعض الآخر يقوم بشرائه للاستثمار، موضحًا أن نسبة الإقبال على شراء السبائك الذهبية تصل إلى 30% أما المشغولات الذهبية فتسجل 70٪.
وأوضح عمرو المغربي،عضو مجلس إدارة شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أن السبب الرئيسي في الارتفاع الجنوني لأسعار الذهب يرجع إلى العرض والطلب، فهناك زيادة في الطلب وقلة في المعروض، مضيفًا: “سبب زيادة الطلب على الذهب رغم ارتفاع أسعاره أن الناس عاوزه تحتفظ بقيمة فلوسها”.
وأضاف “المغربي”، خلال تصريحات لـ”البورصجية”، أنه من الصعب توقع الأسعار خلال الفترة المقبلة، لأن الأمر يتعلق بالعرض والطلب، مضيفًا: “ممكن يبقى المعروض أكتر فيعدل الفجوة بين العرض والطلب وبالتالي الأسعار تنزل، وممكن تفضل الفجوة كبيرة بين العرض والطلب فنلاقي الأسعار زادت تاني”.
وعن الشراء في هذا التوقيت، قال: “مقدرش أقول للناس تشتري أو لأ، لأن ممكن أقول يشتروا فالسعر ينزل، أو متشتروش فالسعر يزيد لأن في حالة من عدم الاستقرار في الأسعار، ولكن على الناس توخي الحذر، وكل واحد يشوف الوضع عامل إزاي”.
ومن جانبه، أكد هاني ميلاد، رئيس الشعبة العامة للذهب بالاتحاد العام بالغرفة التجارية، أن سير عملية البيع والشراء بصورة طبيعية، موضحًا أن هناك عدة أسباب وراء عدم استقرار أسعار الذهب وهي؛ تأثير الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتثبيت الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة على الدولار، وإقبال المصريين على الشراء بشكل كبير بهدف الاستثمار في الذهب، وانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار.
وأضاف، أن التوقعات تشير إلى تسجيل الذهب أرقامًا قياسية مع حلول العام الجديد، لافتًا إلى أن هناك عدة عوامل تؤثر بقوة على عمليات التسعير للذهب، حيث يتأثر الذهب بسعر الذهب عالميًا، والذي من المرشح صعوده الفترة المقبلة، وكذلك عامل العرض والطلب.