سلايدرملفات وحوارات

جريمة حرب تخلف 7 شهداء.. ماذا يحدث في مدينة جنين؟

 

محمد ربيع

أفاقت مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة، فجر اليوم الاثنين، على عدوان إسرائيلي جديد ارتقى خلاله 7 شهداء، ليصل بذلك عدد شهداء المحافظة في الأعوام الثلاثة الفائتة إلى أكثر من 131 شهيداً، أكثر من نصفهم من مخيم جنين.

وشنت قوات الاحتلال ضربات بطائرات مسيرة على جنين خلال الليل للمرة الثانية في أقل من أسبوعين، وذلك ضمن هجوم أدى إلى اندلاع معركة بالأسلحة النارية استمرت حتى صباح اليوم الاثنين.

ذكرى اجتياح جنين

وأعادت مجزرة اليوم، إلى الأذهان، ذكريات اجتياح جنين ومخيمها في أبريل 2002، حين ارتكبت قوات الاحتلال أكبر المجازر منذ نكسة واحتلال 1967، حيث استشهد فيها أكثر من 52 مواطنا.

وخلف العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من تسع ساعات على مدينة جنين ومخيمها، دمارا في البيوت والبنية التحتية، وأعاد إلى الأذهان أيضا الدمار الكبير الذي خلفه اجتياح أبريل 2002.

ففي 2002، جرى تدمير 10% من المخيم تدميرا كاملا، حيث سوّيَ أكثر من 100 مبنى بالأرض، وتضرر نحو 100 مبنى تضررا جزئيا، وشردت على إثر ذلك 800 أسرة، يقدر عدد أفرادها بأكثر من 4 آلاف شخص.

محاولة إزالة المخيم

من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم إن السلطة تتابع مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل وقف العدوان.

واتهم إسرائيل بارتكاب جريمة جديدة في مخيم جنين، مؤكدا أن ما يجري هو محاولة جديدة لإزالة المخيم عن الوجود وتهجير أهله، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

تنكيل بأبناء المخيم

واستخدم جيش الاحتلال أبناء المخيم دروعا بشرية، واعتقل العشرات، بعد التنكيل بهم، ومنع طواقم الإسعاف من الوصول للجرحى داخل المخيم، ومنَع عددا من الحالات المرضية المزمنة من الخروج من المخيم المحاصر، لتلقي العلاج.

وذكر تقرير أصدره المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أنه تم الوصول إلى جثث متفحمة، وأخرى متعفنة تحت الأنقاض، إذ ارتكب جنود الاحتلال جرائم إعدام ميدانية للعديد من أهالي المخيم، الذين رفضوا مغادرة منازلهم.

وتركز القوات على المنطقة مع إمكانية تمددها لشمال الضفة الغربية، فيما ورفض المتحدث تحديد جدول زمني للعملية ولم يعلن ما إذا كانت ستشمل الأجزاء الوسطى والجنوبية من الضفة الغربية.

جريمة حرب

فيما وصفت الرئاسة الفلسطينية ما يجري في جنين بـ “جريمة حرب ضد شعبنا الأعزل”.

فيما ذكر الجيش الإسرائيلي أنه قتل 7 فلسطينيين خلال العملية، بحسب ما نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست”.

وقال مسؤول إسرائيلي إن عملية جنين قد تمتد لمناطق أخرى في شمال الضفة الغربية.

في حين أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأنه لا يستطيع دخول جنين لإسعاف الجرحى بعدما جرفت إسرائيل شوارعها.

59 شهيدًا في 2023

يُشار إلى أن محافظة جنين، قدمت في عام 2021 (16) شهيداً، وفي 2022 (56) شهيداً، وفي 2023 (59) شهيداً حتى اللحظة. فيما تشير احصائية من مخيم جنين أن عدد شهدائه منذ 1967 بلغ (200) شهيداً.

تأسس المخيم عام 1953 ضمن حدود بلدية جنين، وينحدر أغلب سكانه من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل، والتي هجر سكانها خلال نكبة عام 1948.

وبلغت مساحة المخيم عند الإنشاء 372 دونماً، اتسعت إلى حوالي 473 دونماً، وبلغ عدد سكانه عام 1967م حوالي 5019 نسمة؛ وفي عام 2007 وصل إلى 10,371 نسمة.

وحسب تقديرات “الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني”، بلغ عدد سكان المخيم في منتصف عام 2023 نحو 11674 لاجئا.

قلق دولي

وتسبب تصاعد العنف في الضفة الغربية على مدار الخمسة عشر شهرا الماضية في قلق دولي متزايد، وسط مداهمات دورية للجيش الإسرائيلي في مدن مثل جنين، وسلسلة من الهجمات الدامية التي يشنها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين وهجمات المستوطنين اليهود في القرى الفلسطينية.

إدانات عربية

أثارت الحملة العسكرية التي بدأتها قوات الاحتلال الإسرائيلية على جنين في الضفة الغربية فجر اليوم الاثنين ردود فعل عربية وإسلامية.

أدانت مصر بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة جنين بالضفة الغربية.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية إن مصر تؤكد على رفضها الكامل للاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة ضد المدن الفلسطينية، وما تسفر عنه من وقوع ضحايا أبرياء من المدنيين “في استخدام مفرط وعشوائي للقوة، وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية”.

وطالبت مصر، في بيانها، الأطراف الفاعلة والمؤثرة دولياً بالتدخل لوضع حد لتلك الانتهاكات وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.

كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وآخره العدوان على مدينة جنين صباح اليوم.

وحذرت الوزارة في بيان من “استمرار دوامة العنف، ودعت المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

جريمة نكراء

أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة “للجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي” في مدينة جنين ومخيمها ضد المواطنين المدنيين العزل والطواقم الطبية والمراكز الصحية وتدمير البنية التحتية وهدم البيوت والمساجد، معتبرة أن هذه “الجريمة النكراء تشكل امتدادا لسجل الجرائم وإرهاب الدولة المنظم”.

وحملت المنظمة، في بيان، إسرائيل المسؤولية المباشرة عن تداعيات هذه الجريمة النكراء التي تستدعي التحقيق والمساءلة، ودعت، في الوقت نفسه، مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة ووضع حد لهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *