
مطالب بإنشاء مصانع حكومية لاستغلالها وتشغيل الشباب..
يطالب أهالي المنيا اللواء عماد كدواني محافظ المنيا بالإستغلال الأمثل لمنطقة جبال كربونات الكالسيوم، حيث تُعد محافظة المنيا من أغنى محافظات مصر بجبال كربونات الكالسيوم، والتي يتجاوز طولها 50 كيلو مترًا، بداية من حدود مركز أبو قرقاص جنوبًا، وحتى حدود مركز بني مزار شمالًا، وبعمق يتجاوز 30 كيلو مترًا في الصحراء الشرقية، حيث ظلت تلك الجبال وعلى مدار عقود مهدرة، يستغلها أصحاب المحاجر لتصنيع الطوب الأبيض، حتى تم إغلاق المئات منها مع صدور قانون الثروة المعدنية منذ عدة سنوات لحين تقنين أوضاعها.
كانت تلك المحاجر تعمل بشكل عشوائي، تقوم بتكسير جبال كربونات الكاليسوم وتقطيعها الي حجارة وطوب يستخدم في البناء، يستخدمون الآف الكسارات والمناشير للحصول على كميات ضخمة من الطوب تصل لملايين البلوكات يوميًا لبيعها للمواطنين.
وتُعد جبال كربونات الكالسيوم بمحافظة المنيا كنزًا حقيقيًا، ومشهود لها بالجودة العالمية وفقًا لجميع الدراسات العلمية والعملية، إلا أن الدولة لم تستفد منها الاستفادة الحقيقية حتى الآن، لغياب المصانع الحكومية عن استغلال تلك الجبال أو الكنوز في التصدير والتصنيع، وبالتالي حرمان آلاف الشباب من فرص العمل الحقيقية.
مما دفع أبناء المحافظة لمطالبة اللواء عماد كدواني بضرورة بناء مصانع حكومية لاستغلال تلك الكنوز التي تبحث عن الاستثمار الجاد والاستغلال الأمثل بدلاً من إهدار تلك الكنوز في تصنيعها كطوب للمباني زهيد الثمن.
حيث يقتصر استغلال جبال كربونات الكالسيوم على وجود عدد محدود من المصانع الخاصة، وفي زيارته الأخيرة للمنطقة الصناعية بالمحافظة، تفقد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، مصنع “أسكوم” لكربونات الكالسيوم، واستمع الي شرح مفصل حول نشاط المصنع وانتاجه، الذي يمتلك قدرة تصديرية تصل إلى 36 ألف طن سنويًا، مع خطة لزيادة الإنتاج إلى 10 آلاف طن إضافية، كما زار المحافظ مصنع “ألفا ستون 2″، أحد 3 مصانع لإنتاج كربونات الكالسيوم بالمنطقة الصناعية بطاقة إنتاجية 16 ألف طن من خلال 4 خطوط انتاج، تخدم صناعات مستحضرات التجميل وجميع أنواع البلاستيكات والبويات بطاقة انتاجية اجمالية تتجاوز 26 ألف طن يتم تصدير أكثر من 80% من الإنتاج إلى الأسواق العالمية والعربية، ويعمل بها 1400 عامل.
ومنذ أن وطأت أقدامه، أرض المنيا ويعمل المحافظ على تقديم كافة أوجه الدعم والخدمات للمصانع والمشروعات القائمة.
ويشدد على ضرورة تسهيل الإجراءات للمستثمرين، بما يسهم في تطوير الصناعات المحلية وزيادة فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ويعزز القدرة التصديرية للمصانع ورفع معدلات النمو وتوفير العملة الصعبة ، الأمر الذي شجع أبناء المنيا علي مطالبته بانشاء مصانع حكومية للاستفادة القصوى من جبال كربونات الكالسيوم وتشغيل آلاف الشباب .
وحتى الأن مازلت جبال كربونات الكالسيوم في محافظة المنيا فريسة سهلة في أيدي الكثيرين من أصحاب المحاجر وعلى مدار عقود طويلة ماضية، حيث يقتصر استغلالها في صناعات قليلة أهدرت قيمتها التسويقية عالميًا.
والمناطق الغنية بتلك الكربونات في المنيا يُقدر طولها بنحو 50 كيلو متر تقريبًا، تبدأ بزمام قرية “بني حسن الشروق” التابعة لمركز أبو قرقاص جنوبًا، إلى مركز بني مزار شمالًا، ويري أبناء المنيا، أن المحافظة لديها القدرة على أن تصبح أغنى محافظات الصعيد إذا تم استغلال جبال كربونات الكالسيوم بالشكل الأمثل، لأنها تعد ثروة كبيرة للبلاد ، وأن الحل يكمن في ضرورة وجود مصانع حكومية للعمل على استغلال المحاجر عامة ومادة كربونات الكالسيوم، كما طالب البعض بسن قانون يجرم استخدامها في أعمال البناء، كما أن منظومة إدارة المحاجر بالمحافظة تحتاج لكثير من التعديلات، حفاظًا عليها من الضياع، وكذلك للحفاظ على حياة العمال حيث تُعد المهنة الرسمية لعشرات الآلاف من المواطنين المقيمين بقرى شرق النيل والتي تعرض حياتهم للخطر في اثناء العمل بالكسارات والمناشير البدائية .