
تحولت الإسكندرية، صباح اليوم، إلى ساحة مفتوحة في مواجهة عاصفة جوية هي الأعنف منذ سنوات، وسط مشاهد رعب عاشها الأهالي، وتساقط للثلوج، وأمطار غزيرة، ورياح عاتية تجاوزت سرعتها 50 كم/ساعة. وبينما انشغل الشارع السكندري بالتعامل مع الكارثة، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بدعوات بالملايين لأهالي المدينة، في مشهد تضامني واسع النطاق، يعكس حجم التأثر الشعبي بما عاشته المحافظة الساحلية.
دعوات ومشاعر قلق على السوشيال ميديا
وتصدرت وسم #الإسكندرية و#عاصفة_الإسكندرية منصات التواصل منذ فجر اليوم، حيث تداول المستخدمون مقاطع فيديو للحظات الرعب، التي وثقت تساقط الثلوج على شوارع المدينة، واقتلاع الرياح القوية لبعض الأشجار واللافتات. كتب أحد المستخدمين:
“اللي حصل في الإسكندرية لا يصدق… دي كانت ساعة من الرعب بجد. ربنا يحفظ أهلنا هناك.”
فيما قالت مستخدمة أخرى:
“مشاهد مخيفة. المطر كان كأنه شلال، والثلج نازل في عز الصيف. مليون دعوة لأهل إسكندرية.”
وشهدت المنصات مئات الفيديوهات التي التقطها الأهالي من شرفات منازلهم أو من داخل سياراتهم، حيث ظهرت الشوارع وقد تحولت إلى أنهار جارفة، وسط رعد وبرق كثيفين.
خبير أرصاد: كنا نعلم بالعاصفة مسبقًا والتنسيق أنقذ الموقف
وفي مداخلة هاتفية عبر قناة “صدى البلد”، قال الدكتور محمود القياتي، الخبير بهيئة الأرصاد الجوية، إن العاصفة لم تكن مفاجئة، موضحًا أن الهيئة كانت تتابع تكوّنها منذ بدايته. وأكد أن الجهات المعنية، لا سيما في محافظة الإسكندرية، كانت على استعداد كامل بفضل الإنذارات المبكرة.
وأضاف القياتي:
“قمنا بتزويد المحافظات بصور الأقمار الصناعية وتحديثات مستمرة لحالة الطقس، وكان هناك تنسيق دائم مع غرف الطوارئ وشركات الصرف الصحي.”
وأشار إلى أن هذه الخطوات أسهمت في تخفيف حدة الخسائر وتقليل الأضرار إلى أدنى مستوى ممكن، عبر اتخاذ تدابير وقائية مثل تعزيز كفاءة شبكات الصرف، وتجهيز فرق التدخل السريع.
■ ماذا قال الخبراء عبر السوشيال؟
تفاعل عدد من خبراء الطقس والمناخ أيضًا عبر حساباتهم الشخصية على “إكس” (تويتر سابقًا) و”فيسبوك”، مؤكدين أن ما حدث يمثل ظاهرة مناخية مركّبة ترتبط بالتغيرات المناخية العالمية.
وكتب الدكتور أحمد فاروق، باحث مناخي بارز:
“عاصفة الإسكندرية اليوم ليست مجرد حالة طقس عابرة، بل جزء من ظواهر المناخ المتطرف التي نشهدها نتيجة الاحترار العالمي.”
وأضاف:
“التساقط الثلجي في أواخر مايو ظاهرة نادرة ومؤشر قوي على تغيرات جوهرية في مناخ المنطقة.”