توقعات بزيادة أسعار الدواجن في رمضان.. و”الأعلاف” كلمة السر لتفادي الأزمة

ارتفاعات جديدة شهدتها أسعار الدواجن في بداية العام الجديد، ومع اقتراب شهر رمضان زادت تخوفات المواطنين بشأن أسعار الدواجن، خاصة أن الإقبال يزيد بشكل كبير على شراء الدواجن خلال الشهر الكريم.

أسباب ارتفاع أسعار الدواجن

وكشف عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية، أسباب ارتفاع أسعار الدواجن، قائلًا إن ارتفاع أسعار الدواجن بدأ مع أعياد الأخوة المسيحيين ويستمر حتى الآن، على الرغم من ثبات الأسعار خلال شهري نوفمبر وديسمبر.

وأوضح “السيد”، خلال تصريحات لـ”البورصجية”، أن سعر كيلو الدواجن كان يتراوح ما بين 59 إلى 61 في المزرعة، ولكنه ارتفع خلال الأسبوع الماضي مع زيادة الطلب ليصل إلى 67 جنيهًا في المزرعة، ويُباع للمستهلك بـ76 جنيهًا، بالإضافة إلى ارتفاع سعر كرتونة البيض إلى 130 جنيهًا بعد ثباتها على 117 جنيهًا.

وأضاف أن أسباب الارتفاع هي؛ زيادة الطلب على شراء الدواجن، وارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير، وعدم توفير مستلزمات الإنتاج، مشيرًا إلى أن سعر طن الصويا تجاوز 35 ألف جنيه، وطن الذرة سجلت 16 ألف جنيه، وهذا أدى إلى ارتفاع أسعار المدخل الرئيسي للعلف حيث وصل إلى 24.5 و25 ألف جنيه.

تحذير من ارتفاع أسعار الدواجن في رمضان

وحذر من استمرار ارتفاع أسعار الدواجن مع حلول شهر رمضان، متابعًا: “إحنا لازم منضحكش على نفسنا، أننا نقول الدنيا زي الفل ونتفاجأ بارتفاع أسعار مرة واحدة، عشان كده بنقول لازم الحكومة تخلي بالها، لأن أسعار الدواجن ممكن ترتفع في رمضان، وفاضل شهرين على رمضان فلازم الدولة تعمل احتياطاتها عشان متحصلش أزمة، لأن الطلب بيزيد في رمضان فنستعد من النهارده”.

وواصل: “الدولة تستطيع استيراد الدواجن على الفور ولديها الأليات لعمل ذلك، لكننا لا نريد الاستيراد، نريد تعزيز الصناعة الوطنية ومعرفة المشاكل لحلها، لذلك نحن ندق ناقوس الخطر، ونحذر من ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان مع زيادة الطلب”، مضيفًا: “الأعلاف بتزيد، لأن مستلزمات الإنتاج بتزيد، لأن الأدوية البيطرية والأمصال بتزيد، ورمضان سيكون في ذروة الشتاء، وبالتالي من الممكن أن يوجد في هذا الوقت أمراض وبائية تزيد نسبة النفوق، عشان كده بننبه الحكومة وبنقولها خلي بالك واعملي احتياطاتك للزيادة اللي هتيجي”.

وأكد على ضرورة حل أزمة الأعلاف، لأن الأعلاف تمثل 70% من إنتاج الدواجن من خلال توفيرها وعدم رفع سعرها بشكل مبالغ، متابعًا: “ممكن أعمل اكتفاء ذاتي من صناعة الدواجن، لأن عندي مجموعة كبيرة من منتجي الدواجن خرجوا برا المنظومة وهيدخلوا تاني في رمضان، لأن رمضان سعره بيكون جيد، ودي فرصة للناس اللي مدخلتش أنها تشتغل وتكسب، والمجموعة اللي هتدخل هتضغط على الأعلاف والكتكوت، عشان كده لازم نوفر الأعلاف بكميات وبسعر مناسب عشان الأسعار مترتفعش”.

الأعلاف تمثل 70% من صناعة الدواجن

ومن جانبه، قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن هناك عدة أسباب لارتفاع أسعار الدواجن وهي؛ إن عدد كبير من مزارعي الدواجن يخرجون من المنظومة خلال فصل الشتاء، لأن تكاليف تربية الدواجن تكون مرتفعة بسبب تكاليف التدفئة وأمراض الشتاء، وبالتالي فأن الإنتاج يقل خلال هذا الفصل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء الذي يؤدي إلى إقبال الناس على شراء الدواجن وبالتالي زيادة الطلب مقارنة بالإنتاج، وكذلك ارتفاع أسعار التكلفة بما فيها أهم مستلزم وهو الأعلاف التي تمثل 70% من صناعة الدواجن، وارتفاع أسعار الكتاكيت.

وأشار “أبو صدام”، خلال تصريحات لـ”البورصجية”، إلى أن هناك عوامل دائمة لارتفاع أسعار الدواجن مثل نقل الدواجن حية وبيعها حية، فنقل الدواجن حية من محافظة إلى أخرى يكون بتكلفة كبيرة، مضيفًا: “طالبنا ببيع الدواجن مذبوحة تحت إشراف الحكومة وصدرت قرارات بهذا الشأن لكنها لم تنفذ حتى الآن، خاصة أن من تقاليد الشعب المصري شراء الفرخ حية، وهذا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، لأن من الممكن أن تتعرض الدواجن إلى النفوق أثناء نقلها من مكان لآخر، بالإضافة إلى ارتفاع سعر نقل الدواجن الحية عن المجمدة”.

مصر تستورد أكثر من 50% من مستلزمات الأعلاف من الخارج

وذكر أن مصر تستورد أكثر من 50% من مستلزمات الأعلاف من الخارج، ومع ارتفاع الدولار وانخفاض الجنيه وارتباك حركة النقل بسبب الحروب، أدى إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الأعلاف، متابعًا: “احنا بنستورد معظم المستلزمات مثل الذرة الصفراء وفول الصويا بالإضافة إلى استيراد دواجن مجمدة”.

وشدد على ضرورة توفير مستلزمات الأعلاف بأسعار مناسبة، وتطبيق الرقابة على الأسواق، وعدم تداول الدواجن حية، والاهتمام بالحلقات الوسيطة من خلال قيام الحكومة بدور كبير في توزيع الدواجن المجمدة على المجمعات الاستهلاكية في كل المحافظات، والاستعداد الدائم لدعم مزارعي الدواجن ماديًا ومعنويًا، لأنهم يتعرضون للخسارة في فترات ولا يجدوا أي اهتمام، لذلك لابد أن يكون هناك دعم مستمر لهم خاصة في فصل الشتاء، وتوفير اللقاحات والأمصال اللازمة للدواجن، ومعاملة مزارعي الدواجن معاملة مختلفة في الكهرباء والسولار والأشياء التي يستخدمونها لتدفئة الدواجن في الشتاء.