مصر

تنسيقية شباب الأحزاب تناقش مقترح شهادة البكالوريا مع أولياء الأمور

واصلت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين جهودها في تعزيز الحوار المجتمعي، حيث عقدت مساء أمس جلسات نقاشية ضمن سلسلة اللقاءات التي أطلقتها لمناقشة مقترح شهادة البكالوريا المطروح من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وجاءت هذه الجلسات في إطار نهج التنسيقية القائم على الدراسة الموضوعية والتقييم الاحترافي للمقترحات التعليمية، بمشاركة واسعة من أولياء أمور الطلاب بمختلف المراحل التعليمية وأنماط التعليم، واستندت المناقشات إلى تقدير الموقف الذي أعدته لجنة التنمية البشرية بالتنسيقية، إلى جانب دراسة وتحليل ردود الأفعال المتباينة حول المقترح، في محاولة للوصول إلى رؤية متكاملة تساهم في تطوير المنظومة التعليمية بما يخدم مصلحة الطلاب والمجتمع.

وأدارت الجلسة كل من الدكتورة رغدة محمود والدكتورة دينا طارق، أعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، و بحضور ومشاركة عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ من التنسيقية، إلى جانب مجموعة من أعضائها.

و شهدت الجلسة مشاركة 25 من أولياء الأمور، من السيدات العاملات وربات المنازل، ممثلات لمستويات اجتماعية واقتصادية متنوعة، ولديهن أبناء في مراحل تعليمية مختلفة.

تنسيقية شباب الأحزاب
تنسيقية شباب الأحزاب

كما أكد الحضور على ضرورة تطوير التعليم، ولكن على الدولة ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مراعاة الأوضاع الاقتصادية للأسر المصرية في الظروف الحالية، موضحين أن المقترح المطروح من الوزارة سيزيد من الدروس الخصوصية ولن يحجمها، وهو ما سيتسبب في زيادة الأعباء المادية والنفسية على الأسرة والطلبة. 

وفي هذا الاطار أشار الحضور إلى ضرورة وجود ضوابط لتعدد محاولات دخول الامتحان، وأن تكون مشروطة بظروف قهرية منعت الطالب من دخول الامتحان، مطالبين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بحل المشكلات الأساسية في المدارس، ومن أهمها عجز المعلمين، وتهيئة البنية التحتية قبل البدء في تطبيق النظام.

تنسيقية شباب الأحزاب
تنسيقية شباب الأحزاب

وأضاف الحضور أن هناك ضرورة لتدريس اللغات، لأنها ضرورية ومتطلب رئيسي من متطلبات سوق العمل العالمي، وأكدوا أن حذفها اضطرّ الكثيرين لأخذ كورسات لها.

كما اكدوا ان نظام البكالوريا الجديد يواجه العديد من التحديات والسلبيات التي تحتاج إلى معالجة قبل تطبيقه لضمان تحقيق العدالة والكفاءة في العملية التعليمية.

أحد أبرز هذه السلبيات هو عدم إدراج مادة الدين ضمن المجموع، وهو ما يثير جدلًا حول تكافؤ الفرص بين الطلاب، نظرًا لاختلاف المناهج الدينية. لضمان جودة التعليم الديني، يجب أن يكون تدريس هذه المادة من قبل متخصصين من الأزهر والكنيسة، مما يعزز فهم الطلاب للمحتوى الديني بشكل صحيح.

كما أن إبقاء نظام البابل شيت يثير تساؤلات حول مدى قدرة النظام الجديد على قياس الفهم العميق للطلاب، حيث يعتمد البابل شيت على الاختيار من متعدد، وهو ما قد لا يكون كافيًا لتقييم مهارات التفكير النقدي والتحليلي لديهم. لذا، يجب البحث عن وسائل تقييم أكثر شمولًا ودقة.

فيما يتعلق بتحسين الدرجات، من الضروري أن يكون مجانيًا ومتاحًا لجميع الطلاب، فالتعليم حق للجميع، وليس ميزة تُمنح للقادرين ماديًا فقط. هناك العديد من الطلاب الذين قد لا يستطيعون تحمل تكاليف إعادة الامتحانات، مما يجعل إلزامية مجانية التحسين أمرًا ضروريًا لتحقيق العدالة التعليمية. مع ذلك، لا بد من وضع ضوابط واضحة لهذا النظام، مثل تحديد عدد مرات التحسين والنسبة المئوية المسموح بتحسينها، لضمان استخدامه بجدية وليس كوسيلة استغلال.

وعلى مستوى توقيت إعلان النظام، فإن اختيار هذا التوقيت لتطبيق البكالوريا قد يكون غير مناسب، خاصة مع المشكلات الحالية التي تواجه امتحانات النقل والإعدادية. من الأجدر معالجة هذه التحديات أولًا لتجنب تكرارها في المرحلة الثانوية، خاصة وأنها مرحلة حاسمة في مسار الطلاب التعليمي. كما أن تطبيق النظام خلال عام واحد فقط دون منح المدارس والطلاب فرصة كافية للتأقلم قد يؤدي إلى ارتباك كبير، مما يتطلب فترة انتقالية تتيح لهم التكيف مع التغييرات الجديدة.

التحديات لا تقتصر على الطلاب فقط، بل تمتد إلى المعلمين أيضًا، حيث أن تدريبهم على النظام الجديد خلال شهرين فقط يعد أمرًا صعب التحقيق، ولضمان نجاح تطبيق البكالوريا، يجب التأكد من جاهزية المدارس والمعلمين والبنية التحتية للنظام التعليمي قبل اتخاذ أي قرارات نهائية.

ولمواجهة هذه التحديات، يُقترح أولياء الأمور تأجيل تطبيق النظام حتى يتم التوافق على آليات تنفيذه ومعالجة السلبيات المرتبطة به، كما يجب البدء فورًا في تنظيم دورات تدريبية مكثفة للمعلمين لضمان جاهزيتهم، وإجراء اختبارات تجريبية للطلاب لاختبار مدى استيعابهم للنظام الجديد، إلى جانب ذلك، ينبغي التركيز على حل المشكلات الحالية في امتحانات النقل والإعدادية، حتى لا تتكرر في المرحلة الثانوية وتؤثر سلبًا على مستقبل الطلاب.

وفي نهاية اللقاء أوضحوا حاجتهم الماسة لعقد مزيد من الحوارات المجتمعية معهم حول كل ما يخص قضايا التعليم، وأنهم لابد أن يُسمع لهم لأنهم المستفيد من التعليم، موجهين الشكر للتنسيقية على عقدها الحوار المجتمعي حول البكالوريا، وحرصها على مشاركتهم ومشاركة كل الأطياف في هذا الحوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *