عالم

تفاصيل خطيرة… كيف خططت الصين لـ”شل الجيش الأمريكي” إذا قرر الدفاع عن تايوان؟

لم تكف الصين والولايات المتحدة عن الاتهامات المتبادلة بالتجسس، على نحوٍ أسهم في تدهور العلاقات بينهما في الأشهر الأخيرة.

الصين التي أعلنت في يوليو من العام الماضي، أن واشنطن هي “الإمبراطورية الأولى في القرصنة والتجسس وسرقة الأسرار”، باتت الآن في مرمى اتهامات أمريكية جديدة، في ضوء تقرير شديد الخطورة، نشرته صحيفة “نيويورك تايمز“.

شل الجيش الأمريكي

التقرير يتحدث عن مخاوف البيت الأبيض من احتمال أن تكون بكين قد زرعت برمجيات خبيثة في بنى تحتية رئيسية، مثل شبكات الكهرباء والاتصالات الرئيسية، للتجسس على الجيش الأمريكي في حال اندلاع نزاع حول تايوان.

ويأتي التقرير في مرحلة متوترة بشكل خاص في العلاقات بين البلدين، مع تأكيد الصين بشدة أن تايوان أرض صينية، فيما تسعى واشنطن لحظر بيع أشباه موصلات متطورة لبكين.

وقال مسؤولون أمريكيون من الجيش والاستخبارات والأمن للصحيفة إن البرمجيات الخبيثة، ربما تمنح الجيش الصيني القدرة على عرقلة عمليات نظيره الأمريكي في حال تحركت بكين ضد تايوان في وقت ما.

وتستطيع الصين، باستخدام تلك البرمجيات، قطع الكهرباء والاتصالات عن قواعد عسكرية أمريكية، بل عن منازل وشركات في أنحاء الولايات المتحدة أيضا، وفقا للتقرير.

قنبلة موقوتة

هذا الاختراق الذي وصفه نائب بارز في الكونغرس بـ”قنبلة موقوتة”، دفع عددًا من كبار مسؤولي الجيش والاستخبارات والأمن القومي، إلى عقد سلسلة من الاجتماعات في غرفة الطوارئ بالبيت الأبيض، من أجل تتبع مصدر هذه البرمجيات والقضاء عليها.

وفي شهر مايو الماضي، كشفت وكالات استخبارات غربية وشركة “مايكروسوفت” عن هجوم سيبراني واسع النطاق استهدف بنى تحتية في “غوام”، وهي أرض أمريكية تقع في المحيط الهادئ، تضم مركزا عسكريا مهما، وصفها التقرير بأنها أحد الأهداف الرئيسية لهذه البرمجيات الخبيثة.

وقالت سلطات الأمن السيبراني في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، إنها رصدت “مجموعة من الأنشطة” مرتبطة بـ”جهة فاعلة سيبرانية تحظى برعاية دولة جمهورية الصين الشعبية، وتعرف أيضا باسم “فولت تايفون”.

تحذيرات دولية

وفي تحذير مشترك، قالت مجموعة “العيون الخمسة” الاستخبارية، والمعروفة اختصاراً بـ “FVEY”، التي تضم “الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا”، إن هجمات مماثلة قد تحدث في جميع أنحاء العالم من خلال تطبيق الأساليب ذاتها.

وقالت جين إيسترلي، رئيسة وكالة البنية التحتية والأمن السيبراني الأمريكية: “على مدى سنوات عديدة، كانت الصين تجري عمليات في جميع أنحاء العالم لسرقة حقوق الملكية الفكرية والبيانات السرية من منظمات البنية التحتية الحيوية في البلدان حول العالم”.

بالإضافة إلى ذلك فقد دعت وزيرة التعليم الألمانية السبت إلى توخي الحذر من مخاطر التجسس العلمي من قبل طلاب صينيين حصلوا على منح دراسية حكومية في الجامعات الألمانية.

حوادث متكررة

ويعيد هذا التقرير، التذكير بحادثة إسقاط واشنطن مطلع فبراير 2023 منطادا صينيا، اشتبهت في أنه للتجسس، في حين شددت الصين على أن أهدافه كانت مدنية، مشيرة إلى المناطيد الأمريكية حلّقت بشكل غير قانوني فوق الصين أكثر من 10 مرات في عام 2022 من دون أي موافقة من السلطات الصينية.

وفي عام 2020، كشف مسؤولون أمريكيون، أن قراصنة “يعملون لصالح الحكومة الصينية” اخترقوا أجهزة كمبيوتر خاصة بمتعاقد مع البحرية الأمريكية، وسرقوا كميات هائلة من البيانات الحساسة للغاية المتعلقة بالحرب في أعماق البحار، شملت خططا سرية لتطوير صواريخ فوق صوتية مضادة للسفن لاستخدامها في الغواصات الأمريكية بحلول عام 2020، بحسب موقع صحيفة “واشنطن بوست”.

وقال المسؤولون، الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، إن الاختراق قد وقع في شهري يناير وفبراير، عندما استهدف المتسللون مقاولاً يعمل في المركز البحري للحرب تحت البحار، الذي يقع مقره في ولاية رود آيلاند بالولايات المتحدة، حيث تجري الأبحاث للعمل على تطوير الغواصات وأسلحة تحت الماء.

من خلال هذا الاختراق، تمكن المتسللون من سرقة 614 جيجابايت من البيانات المتعلقة بمشروع يعرف باسم “تنين البحر”، بالإضافة إلى بيانات متعلقة بأجهزة الاستشعار، ومعلومات خاصة بأنظمة التشفير.

ولم تقدم الصين أي رد فوري على هذه المزاعم، لكنها تنفي بشكل روتيني تنفيذ هجمات إلكترونية ترعاها الدولة.

وتتهم الصين بدورها الولايات المتحدة بانتظام بالقيام بعمليات تجسس إلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *