مع بدء صلاة التراويح اليوم، يبحث البعض عن حكم ترك صلاة التراويح من أجل العمل، حيث تأتي صلاة التراويح في وقت عمل البعض.
وفي هذا الإطار، قالت دار الإفتاء: “إذا صرف العامل وقت عمله في غير ما تعاقد عليه كان مخلاًّ بعقده، مستوجبًا للذم شرعًا، والمؤمنون على شروطهم. هذا من جهة العقد والتزام العامل بشروطه التي يأخذ عليها أجرًا، كما أنه إذا تعارض الواجب والمستحب لزم تقديم الواجب”.
وصلاة التراويح سنة وليست فرضًا؛ فتاركها لا وزر عليه، لكنه يأثم إن عطل بها واجبا أو أهمل في فرض، كمن نشر مصحفًا يقرأ فيه حتى خرج وقت المكتوبة من غير أن يصليها، وحاصل القول في ذلك: أن على الإنسان أن يعبد ربه كما يريد الله لا كما يريد هو، فلا يسوغ له أن يقدم المستحبات على الواجبات، ولا أن يجعل السنن تُكَأَةً لترك الفرائض، كما أن النفع المتعدي خير وأعظم ثوابًا من النفع القاصر، وتفريج كرب الخلق أفضل عند الله تعالى من الاشتغال بصلوات النوافل.
ورُوي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «مَن مَشَى في حاجة أخيه وبلغ فيها كان خيرًا من اعتكاف عشرين سنة» رواه الحاكم والبيهقي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما”.
ويمكن للمسلم أن يصلي أي عدد من الركعات في أي جزء من الليل منفردًا أو جماعة على قدر طاقته، وهو بذلك مصيب لسنة قيام الليل أو التراويح، فإن لم يستطع أن يصلي من الليل فله أن يصلي بالنهار بعد شروق الشمس وارتفاعها قدر رمح (حوالي ثلث الساعة) إلى ما قبل صلاة الظهر؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا فاته ورده من الليل قضاه في هذه الفترة من نهار اليوم التالي.
في حين قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابقوعضو هيئة كبار العلماء، إنه لا يجوز ترك العمل من أجل صلاة التراويح فهي سنة مؤكدة وليست فرضا وعلى ذلك العمل أولا ثم أداؤها بالمنزل بعد الانتهاء بالعمل، كما أن وقت التراويح ممتد لصلاة الفجر والأصل في صلاة التراويح أدائها في المنزل وليست بالمسجد ولكن ثواب أدائها مع الجماعة أفضل بكثير.