في تطور هو الأخطر منذ عقود، أعلنت إيران اليوم الأثنين شن هجوم صاروخي واسع النطاق على قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، مؤكدةً أن الهجوم جاء رداً مباشراً على الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآتها النووية، وتزامن هذا الإعلان مع دوي انفجارات سُمعت في العاصمة القطرية الدوحة، تلاه إغلاق قطر والبحرين لمجاليهما الجويين، في مؤشر على خطورة الموقف وتصاعد القلق الإقليمي والدولي، هذه التطورات السريعة تأتي في خضم مواجهة عسكرية مستمرة بين إيران والكيان الإسرائيلي، تصاعدت بشكل كبير مع انضمام الولايات المتحدة، مما يضع المنطقة على مفترق طرق خطير.
وقد جاءت هذه التطورات السريعة في خضم مواجهة عسكرية مستمرة بين إيران وإسرائيل، التي بدأت بعملية عسكرية إسرائيلية ليلة 13 يونيو، وردت عليها إيران بعد أقل من يوم، واستمرت الضربات المتبادلة، وتصاعد الصراع بشكل كبير مع انضمام الولايات المتحدة بعد تسعة أيام، حيث هاجمت قاذفات أمريكية ثلاث منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، ليلة 22 يونيو.
تصريحات حاسمة وتهديدات متبادلة:
في هذا السياق، صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، “ديميتري بيسكوف”، اليوم الاثنين، بأن روسيا مستعدة لتقديم “أشكال مختلفة من الدعم” لإيران في ظل التصعيد المتزايد بالشرق الأوسط، مؤكدًا أن طبيعة المساعدة تعتمد على احتياجات طهران، وأشار “بيسكوف” إلى أن موسكو عرضت جهود الوساطة، وأن موقفها يمثل “دعمًا بالغ الأهمية للجانب الإيراني”، وعند سؤاله حول إمكانية تزويد إيران بأنظمة دفاع جوي مثل “إس 300” و”إس 400″، أكد “بيسكوف” أن “كل شيء يعتمد على ما يقوله الجانب الإيراني”.
في المقابل، توعد اللواء “عبد الرحيم موسوي”، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اليوم الاثنين، بمواصلة معاقبة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” حتى بلوغه “حالة من العجز التام”، مؤكدًا أن طهران سترد “بشكل متناسب” على الهجوم الأمريكي الأخير، واتهم “موسوي” الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، بـ”انتهاك جميع القوانين الدولية” باختراقه الأجواء الإيرانية ومهاجمة “ثلاث نقاط في إيران”، مما ألحق أضرارًا ببعض المواقع، وشدد “موسوي” على أن “مجرد انتهاك هذه السيادة لن يمرّ من دون رد، بصرف النظر عن حجم الخسائر”، معتبرًا أن تصرف “ترامب” هذا نابع من “يأسه” ويهدف إلى “إنقاذ وكيله في المنطقة”.
إيران تكشف عن شبكة تجسس إسرائيلية وتقنيات متطورة:
وفي تطور آخر، أعلنت قوات الأمن الإيرانية عن تفكيك شبكة تجسس تستخدم طائرات مسيرة صغيرة، متهمة إياها بالعمل لصالح إسرائيل، وقد أعلن العميد “سعيد منتظر المهدي”، المتحدث باسم الشرطة الإيرانية، أن هذه الشبكة كانت تطلق طائرات مسيرة من جبال شمال غرب طهران، وشملت عمليات الشرطة اعتقال عدد من العملاء المشتبه بهم، من بينهم عملاء أرسلوا معلومات عن موقع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية ومنزل أحد المسؤولين.
وبالتوازي، كشف مساعد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، “إحسان جيتساز”، أن الطائرة المسيرة الإسرائيلية التي أُسقطت مؤخرًا في مدينة “قم” كانت مجهزة بمودم أمريكي متطور للاتصال عبر الأقمار الصناعية، وأوضح “جيتساز” أن هذا الجهاز يتيح اتصالًا مباشرًا بشبكة أقمار “إيريديوم” العالمية، مشيرًا إلى أن “الرسالة واضحة: العدو لا يقتصر على الشبكة الداخلية، بل تُستخدم البنية التحتية العالمية للاتصالات أيضًا للتسلل والتخريب”.
رد إيراني عنيف وإدانة مصرية:
أطلقت إيران على عمليتها الصاروخية ضد قاعدة العديد اسم “بشارة فتح”، وأوضح بيان صادر عن القوات المسلحة الإيرانية أن الهجوم جاء بناءً على قرار المجلس الأعلى للأمن القومي وبتوجيه من القيادة العليا، وحذرت القوات المسلحة الإيرانية من أن “القواعد والأهداف العسكرية المتحركة للولايات المتحدة في المنطقة ليست مواضع قوة، بل نقاط ضعف كبيرة لهذا النظام المحرض على الحرب”، مؤكدة أن “زمن اضرب واهرب قد ولى” وأن أي تكرار للعدوان سيكون “شرارة تسرع في انهيار الهيكل العسكري الأمريكي بالمنطقة”.
وفي ردود الفعل الدولية، أدانت جمهورية مصر العربية بشدة الهجمات الإيرانية التي استهدفت دولة قطر، معتبرة إياها انتهاكًا لسيادتها وتهديدًا لسلامة أراضيها، وخرقًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأكدت مصر تضامنها الكامل ووقوفها إلى جانب دولة قطر، معربة عن قلقها البالغ من التصعيد الخطير والمتسارع بالمنطقة، ودعت إلى خفض فوري للتصعيد ووقف إطلاق النار للحفاظ على الأمن والسلم الإقليميين.
إن هذه التطورات الدراماتيكية تضع المنطقة على مفترق طرق خطير، فهل يشهد الشرق الأوسط فصلاً جديداً من الصراع المفتوح، أم أن الدبلوماسية ستتمكن من لجم جماح التصعيد قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة تماماً؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير المنطقة ومستقبلها.
اقرأ أيضا: مصر تدين الهجمات الإيرانية على قطر وتؤكد تضامنها مع الدوحة
