عالم

تصعيد غير مسبوق بالشرق الأوسط.. «صواريخ إيران تضرب إسرائيل» وتل أبيب ترد

تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا في المواجهة بين إيران وإسرائيل، حيث أعلنت طهران اليوم الثلاثاء، عن استخدام صاروخ جديد “لم يتم رصده” في هجوم على “الكيان الإسرائيلي”، مؤكدًة استهدافها لمراكز استخباراتية وعسكرية حساسة في تل أبيب، يأتي هذا الإعلان بينما أكدت إسرائيل شن هجمات جوية على الأراضي الإيرانية، تحديدًا في محافظة أصفهان، مما ينذر بتوسع نطاق الصراع وتداعياته الإقليمية والدولية.

صاروخ “غير مرصود” ومراكز الموساد تحت القصف:

في تطور لافت، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية أن قواتها المسلحة استخدمت نوعًا جديدًا من الصواريخ في الهجوم الأخير على إسرائيل، مؤكدة أن “العدو لم يتمكن من رصده”، وصرح المتحدث باسم الوزارة، العميد “علي رضا طلائي نك”، في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي الإيراني، أن العملية التي نفذها الحرس الثوري الإيراني استهدفت “مركزًا أمنيًا واستخباراتيًا للكيان بصاروخ موجه”، مشددًا على أن هذا يدل على “هشاشة الكيان وضعفه” رغم الحماية الدفاعية المكثفة التي يشارك فيها الأمريكيون، وأكد “طلائي نك” أن إيران تمتلك “أسلحة متطورة مصنّعة محليًا”، وأن الصاروخ المستخدم لم تتمكن إسرائيل من اعتراضه لأنه استخدم “لأول مرة”، وتزامنًا مع ذلك، وفقًا لما نقلته “وكالة مهر للأنباء” الإيرانية، فإن الهجوم استهدف كلاً من مركز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، ومركز تخطيط عمليات جهاز الموساد، وكلاهما يقع في تل أبيب.

إسقاط طائرة F-35 إسرائيلية في تبريز وهجمات على أصفهان:

في تطور آخر يثير القلق، أعلنت السلطات الإيرانية اليوم أن الدفاع الجوي الإيراني أسقط بنجاح طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز F-35 في مدينة تبريز شمال غرب البلاد، وقد نقلت “وكالة إرنا” الإيرانية، عن مدير عام إدارة الأزمات في أذربيجان الشرقية، “مجيد فرشي”، قوله إن هذه هي الطائرة الرابعة من طراز F-35 التي تُسقطها الدفاعات الجوية الإيرانية، وأضاف “فرشي” أن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت في وقت سابق اليوم طائرتين مسيرتين في محيط مدينة تبريز، وأن أنظمة الدفاع الجوي تصدت للطائرات الإسرائيلية “الغازية”، هذه التطورات تأتي في أعقاب سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت الأراضي الإيرانية، وتسببت في مقتل مدنيين ومسؤولين عسكريين، وصفتها طهران بأنها “عدوانية وغير مبررة”.

في المقابل، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن “سلاح الجو هاجم عدة مواقع وعشرات منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض في منطقة ميتس بإيران”، مشيرًا إلى استمرار العمليات لتحديد وتدمير منصات الإطلاق الموجهة للعمق الإسرائيلي، هذا الإعلان يأتي بعد تعرض مناطق متفرقة في شمال وجنوب وشرق وغرب محافظة أصفهان الإيرانية “لهجمات غاشمة” من قبل ما وصف بـ”العدو الصهيوني”، حيث تفعلت منظومات الدفاع الجوي الإيرانية لصد الهجمات، وشوهدت الانفجارات المصحوبة بأعمدة الدخان بوضوح، وفقًا لتقارير إعلامية محلية.

انتقادات لمجموعة السبع وترحيب بموقف عربي إسلامي:

على الصعيد الدبلوماسي، انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، “إسماعيل بقائي”، البيان المشترك الصادر عن قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، داعيًا إياهم إلى “الكف عن الخطاب الأحادي وإدانة المعتدي”، وذكر “بقائي” في منشور على حسابه الرسمي عبر منصة “إكس”، أن “البيان المشترك لقادة مجموعة الدول السبع تجاهل بشكل واضح العدوان الصهيوني الصارخ والهجمات غير القانونية على بنيتنا التحتية النووية السلمية، فضلاً عن الاستهداف العشوائي للمناطق السكنية وقتل المواطنين”.

في المقابل، رحب “بقائي” بالبيان المشترك الصادر عن إحدى وعشرين دولة عربية وإسلامية، والذي دان “عدوان الكيان الصهيوني” على إيران، مشيدًا بشكل خاص بـمبادرة جمهورية مصر العربية، واعتبر “بقائي” أن البيان يعكس “الفهم المشترك لدول المنطقة وقلقها البالغ إزاء عدوان الكيان الصهيوني على دولة إقليمية”.

ترامب يتوقع التواجد في غرفة العمليات:

في واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” اليوم الثلاثاء أنه يتوقع التواجد في غرفة العمليات بالبيت الأبيض “صباح الغد” مع تصاعد حدة الصراع بين إسرائيل وإيران، وكان قد غادر “ترامب” قمة مجموعة السبع في كندا مبكرًا للعودة إلى واشنطن، ووفقا لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية أكد أن “التواجد في مكان الحادث أفضل بكثير” من الاعتماد على الهواتف، هذه الخطوة تعكس مدى جدية وخطورة الوضع في نظر الإدارة الأمريكية.

تحذيرات من انتشار عدم الاستقرار مع استمرار التصعيد:

تأتي هذه التطورات بينما حذر الرئيس الإيراني “مسعود بزشكيان” من أن “استمرار جرائم الكيان الصهيوني بدعم غربي سيؤدي لانتشار حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن” في المنطقة، هذه التحذيرات تتزامن مع إشارة “القناة 12 الإسرائيلية” إلى أن “قيادة الجبهة الداخلية أعلنت عن تغييرات لتعليمات التحذير عند إطلاق صواريخ من إيران”، حيث ذكرت إذاعة الاحتلال أن “الجبهة الداخلية قللت الوقت المتاح للاستعداد قبل القصف من 30 دقيقة إلى 10 دقائق”، مما يعكس تصاعدًا ملحوظًا في حدة المواجهة.

شبح التصعيد يخيم على المنطقة؟

مع كل تطور جديد في الأزمة الراهنة، يزداد القلق من أن الشرق الأوسط ينجرف نحو فوهة بركان، فالتهديدات الأمنية المتصاعدة تتلاقى مع المواقف الدبلوماسية المتشددة، وتصاعد الخطاب العدائي يضع استقرار المنطقة الهش على المحك، فهل تتمكن القوى العالمية من كبح جماح هذا التوتر المتصاعد، أم أن المنطقة مقبلة على موجة جديدة من الاضطرابات التي قد تقلب الأوضاع رأسًا على عقب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *