
شهدت محافظة اللاذقية السورية خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الحرائق واسعة النطاق التي اندلعت في عدة مناطق جبلية وزراعية، مما أدى إلى خسائر بيئية ومادية فادحة.
التهمت النيران مساحات شاسعة من الغابات الطبيعية والمزروعات، خاصة في ريف جبلة والغاب، وسط حالة من القلق الشعبي والغضب من بطء الاستجابة الرسمية.
الإطفاء تحت الضغط
وبالرغم من الجهود المتواصلة من فرق الإطفاء والدفاع المدني، إلا أن طبيعة التضاريس الصعبة وارتفاع درجات الحرارة وانتشار الرياح زادت من صعوبة السيطرة على النيران.
وأعلنت وزارة الزراعة السورية استدعاء مروحيات تابعة للجيش للمساعدة في إخماد الحرائق، وسط مطالبات بإعلان حالة الطوارئ في المناطق المتضررة.
دعم خارجي
ومن جانبه، قال المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، آدم عبد المولى، في بيان إن الحرائق أجبرت مئات العائلات على الفرار من منازلها، بينما تعرضت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والبنية التحتية الحيوية للتدمير”.
وقال إن فرق الأمم المتحدة تجري تقييمات عاجلة لتحديد حجم الكارثة وتحديد الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا.
وانضمت فرق لمكافحة الحرائق من تركيا والأردن إلى فرق الدفاع المدني السوري، مقدمة الدعم الجوي بالمروحيات.
خسائر بيئية كبيرة
وكانت قد أفادت مصادر محلية أن الحرائق قضت على آلاف الدونمات من الأشجار الحرجية والصنوبرية، ما يُشكل خطرًا حقيقيًا على التنوع البيئي في المنطقة.
كما أشار ناشطون بيئيون إلى أن العديد من الأنواع البرية أصبحت مهددة بفعل التوسع السريع للنيران.
نزوح السكان
وفي بعض القرى القريبة من مواقع الحرائق، أُجبر السكان على إخلاء منازلهم خوفًا من وصول النيران، وتم تسجيل حالات نزوح مؤقت، وسط مناشدات شعبية بإغاثة المتضررين وتعويضهم عن خسائرهم الزراعية والمادية.
أسباب الحرائق
ولا تزال أسباب اندلاع الحرائق غير معلنة رسميًا، بينما تشير بعض التقارير إلى احتمال وجود عوامل بشرية متعمدة، سواء بهدف توسيع الأراضي الزراعية أو لأسباب أخرى.
في المقابل، يحذر خبراء من استمرار الإهمال في إدارة الغابات، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة بسبب التغير المناخي.
وطالب عدد من الناشطين والإعلاميين المحليين بفتح تحقيق عاجل للكشف عن أسباب الحرائق، ومحاسبة الجهات المقصرة، داعين إلى خطة وطنية شاملة للوقاية من الكوارث الطبيعية، وتعزيز جاهزية فرق الإطفاء بالمعدات والتدريب.
وفي النهاية، تكشف أزمة حرائق اللاذقية عن هشاشة الاستجابة للكوارث الطبيعية في سوريا، وضرورة التحرك العاجل لحماية الغابات والأراضي الزراعية من التهديدات المتكررة، في ظل أوضاع اقتصادية وإنسانية متدهورة أصلاً.