عالم

تصاعد الاحتجاجات في تركيا.. وإمام أوغلو: أقف بشموخ ولن أركع

تصاعدات الاحتجاجات لليلة الرابعة في تركيا عقب اعتقال أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، التي تأتي ضمن أكبر مظاهرات تشهدها البلاد منذ أكثر من عقد.
واعتقل أكرم إمام أوغلو، منافس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، قبل أيام من اختياره مرشحًا رئاسيًا لانتخابات 2028.
مثل إمام أوغلو أمام محكمة في إسطنبول يوم السبت بعد اتهامه بالفساد ومساعدة الجماعات الإرهابية. ونفى هذه الاتهامات.
أول تصريح
وفي أول تصريح له عقب اعتقاله، قال رئيس بلدية إسطنبول، اليوم الأحد، إنه لن يستسلم بعد أن أمرت محكمة باحتجازه على ذمة المحاكمة في إطار تحقيق يتعلق باتهامات بالفساد.
وأضاف أكرم إمام أوغلو، في منشور على منصة “إكس”: “معا سنتصدى لتلك الضربة وتلك الوصمة السوداء في ديمقراطيتنا، أقف بشموخ ولن أركع”.
ودعا رئيس بلدية إسطنبول، المعارض الأبرز للرئيس رجب طيب أردوغان، أنصاره إلى “عدم فقدان الأمل” و”عدم الإصابة بالإحباط”.
وصمة عار سوداء
وقال لأنصاره: “سنمحو، يدا بيد، وصمة العار السوداء هذه عن ديمقراطيتنا”، مضيفا “لن أرضخ والأمور ستكون على ما يرام”.
بدورهم، قال محامو أوغلو إنهم سيستأنفون قرار سجنه، بحسب وكالة “فرانس برس”.
ومثل إمام أوغلو، المنافس الأكبر للرئيس رجب طيب إردوغان والمتّهم أيضا بتهمة “الإرهاب”، مساء السبت مع 90 متهما أمام محكمة تشاغليان في إسطنبول.
اتهامات بالإرهاب
قالت محكمة تركية إنها قضت باحتجاز رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، اليوم الأحد، على ذمة المحاكمة بتهم فساد في خطوة من المرجح أن تؤجج أكبر احتجاجات تشهدها البلاد ضد حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان منذ أكثر من عشر سنوات.
ويواجه إمام أوغلو يواجه أيضا اتهامات تتعلق بالإرهاب.
وقالت المحكمة “على الرغم من وجود شكوك قوية بشأن مساعدة منظمة إرهابية مسلحة، وبما أنه تقرر بالفعل احتجازه (على ذمة المحاكمة) بسبب تهم بارتكاب جرائم مالية، فإن (اعتقاله على ذمة المحاكمة بسبب تهم تتعلق بالإرهاب) لا يعتبر ضروريا في هذه المرحلة”.
دعم ترشيح أوغلو للرئاسة
توجه أعضاء حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا وآخرون إلى مراكز اقتراع اليوم الأحد للمشاركة في تصويت تمهيدي للحزب لدعم ترشيح رئيس بلدية إسطنبول المحتجز أكرم إمام أوغلو في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ودعا حزب الشعب الجمهوري إلى مشاركة غير الأعضاء في التصويت لتعزيز الموقف الشعبي في الاحتجاج على اعتقال إمام أوغلو بتهم تشمل الفساد ومساعدة جماعة إرهابية. وينفي إمام أوغلو هذه التهم، بحسب “رويترز”.
وأعد حزب الشعب الجمهوري، الذي يزيد عدد أعضائه على المليون ونصف المليون، 5600 صندوق اقتراع في جميع أقاليم تركيا البالغ عددها 81 إقليما. وينتهي التصويت الساعة 1400 بتوقيت جرينتش.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا في 2028.
مظاهرات واشتباكات
وتجمع آلاف الأشخاص أمام مبنى بلدية إسطنبول ومبنى المحكمة الرئيسي، مع انتشار مئات من رجال الشرطة في الموقعين.
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين بالقرب من مبنى البلدية، حيث ألقى الحشد ألعابا نارية وأشياء أخرى على أفراد الشرطة.
واشتبك المتظاهرون أيضا مع الشرطة في منطقة إزمير الساحلية بغرب البلاد وفي العاصمة أنقرة لليلة الثالثة على التوالي، حيث أطلقت الشرطة مدافع المياه على الحشود.
وأظهرت وثائق اطلعت عليها “رويترز” أن إمام أوغلو، وهو شخصية معارضة بارزة، أجاب على ما لا يقل عن 70 سؤالا خلال استجوابه من قبل الشرطة، نافيا جميع التهم الموجهة إليه.
ونقلت وثيقة عن إمام أوغلو قوله في معرض دفاعه عن نفسه خلال استجواب شرطة مكافحة الإرهاب له “أرى اليوم خلال استجوابي أنني وزملائي نواجه اتهامات وافتراءات لا يمكن تصورها”.
مرشح الرئاسة
وكان من المقرر أن يعلن حزب الشعب الجمهوري خلال أيام أن إمام أوغلو (54 عاما)، الذي يتقدم على أردوغان في بعض استطلاعات الرأي، سيكون مرشحه في الانتخابات الرئاسية.
ومن المقرر إجراء الانتخابات القادمة عام 2028، لكن أردوغان بلغ حد الفترتين كرئيس بعد أن شغل سابقا منصب رئيس الوزراء. وإذا رغب في الترشح مجددا، فعليه الدعوة إلى انتخابات مبكرة أو تعديل الدستور.
واتهم أردوغان، الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 22 عاما، حزب الشعب الجمهوري بمحاولة “استفزاز أمتنا”.
وقال أردوغان خلال مأدبة إفطار أقامها حزب العدالة والتنمية في إسطنبول “إنهم يفعلون كل ما في وسعهم منذ أربعة أيام لزعزعة استقرار الأمة واستقطاب شعبنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *