سلايدرعالم

تركيا.. الليرة تستقبل فوز “أردوغان” بهبوط تاريخي

تراجعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد، اليوم الاثنين، وذلك بعد أن حقق رجب طيب أردوغان فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2023، ليمتد حكمه إلى عقد ثالث في السلطة.

ومدد أردوغان بقاءه في سدة الحكم في تركيا المستمر منذ عقدين بعد فوزه في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية أمس الأحد، ليحصل على تفويض لمواصلة حكمه الذي أخذ منحى استبداديا على نحو متزايد وأحدث استقطابا داخل البلاد لكنه عزز مكانتها كقوة عسكرية في المنطقة، بحسب “رويترز”.

وقال رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تركيا أحمد ينر، إنه بعد إحصاء 99.43 بالمئة من صناديق الاقتراع، حصل كليتشدار أوغلو منافس أردوغان على 47.86 بالمئة. وأضاف أنه مع وجود فارق يزيد عن مليوني صوت بين المرشحين الاثنين فإن بقية الأصوات التي لم تحص بعد لن تغير شيئا في النتيجة.

الليرة إلى أدنى مستوى

وصلت العملة التركية إلى مستوى 20.0770 مقابل الدولار، متجاوزة أدنى مستوى شوهد الأسبوع الماضي، حيث تتراجع الآن بنسبة 0.4%.

فيما سجلت أمام اليورو مستوى 21.5971، متراجعةً بنحو 0.65%..

وهبطت الليرة أكثر من سبعة في المئة منذ بداية العام، كما خسرت أكثر من 90 في المئة من قيمتها على مدى عقد مع مرور الاقتصاد بموجات من الازدهار والكساد ونوبات كثيرة من ارتفاع التضخم وأزمة العملة.

نظرة متشائمة

وقال بريندان ماكينا، الخبير الاقتصادي في الأسواق الناشئة واستراتيجي العملات الأجنبية في “ويلز فارجو”: “لدينا نظرة متشائمة للغاية بشأن الليرة التركية نتيجة احتفاظ أردوغان بمنصبه بعد الانتخابات”.

ويتوقع ماكينا أن تصل الليرة إلى مستوى قياسي منخفض جديد عند 23 مقابل الدولار بنهاية الربع الثاني، ثم 25 في وقت مبكر من العام المقبل. حيث فقدت الليرة حوالي 77٪ من قيمتها مقابل الدولار على مدى السنوات الخمس الماضية. ويتوقع أن تستمر أطر السياسة النقدية والاقتصادية غير التقليدية لتركيا في المستقبل مما يضغط على الليرة.

وتركز السياسة النقدية التركية على السعي لتحقيق النمو والمنافسة على الصادرات بدلاً من ترويض التضخم، ويؤيد أردوغان وجهة النظر غير التقليدية القائلة بأن رفع أسعار الفائدة يزيد التضخم.

توقعات برفع أسعار الفائدة

توقع بنك باركليز، اليوم الاثنين، مجددا أن يرفع البنك المركزي التركي أسعار الفائدة إلى 36 بالمئة بحلول نهاية العام، بعد فوز الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية يوم الأحد.

وقال إركان إرجوزيل الخبير الاقتصادي في باركليز في مذكرة للعملاء “هناك حاجة لإجراء تعديلات لكل من أسعار الفائدة والصرف الأجنبي”، مضيفا أن الانخفاض النسبي في ضغوط احتياجات التمويل الخارجي وفّر لصانعي السياسات المالية فرصة لإجراء هذا التعديل تدريجيا.

وقال إرجوزيل “نتوقع وصول أسعار الفائدة إلى 36 بالمئة في نهاية عام 2023، لكن من الواضح أن المخاطر تتجه نحو الانخفاض”.

ارتفاع الأسهم

وفي الوقت نفسه، حققت الأسهم التركية مكاسب مع صعود المؤشر “BIST 100”  القياسي 4.27 بالمئة بحلول الساعة 9:10 بتوقيت جرينيتش، وارتفاع مؤشر البنوك أكثر من واحد بالمئة.

وتضاءلت حصة مديري الأصول الأجانب من الأسهم التركية في السنوات الأخيرة، ويقود المستثمرون المحليون السوق بشكل رئيسي.

وشهدت الأسواق تداولات محدودة بسبب إغلاق أسواق الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية.

خلافات داخل الحكومة

وذكرت رويترز في الأسبوع الماضي أن هناك خلافات داخل حكومة أردوغان بخصوص الإبقاء على ما يصفه البعض بأنه برنامج اقتصادي غير مستدام أو التخلي عنه.

ويمثل فوز أردوغان بخمس سنوات أخرى في الحكم ضربة قوية لخصومه الأتراك الذين يتهمونه بتقويض ديمقراطيتهم بشكل مطرد مع اكتسابه المزيد من السلطة، وهي تهمة ينفيها.

لكن فوزه يعزز صورته كزعيم لا يقهر بعد أن أعاد بالفعل رسم السياسة الداخلية والاقتصادية والأمنية والخارجية في الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة ورسخ وضعها كقوة في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *