يقترب المفاوضون من وضع التفاصيل النهائية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة اليوم الأربعاء بعد محادثات مكثفة في قطر، فيما تعهد الرئيسان الأمريكي والمصري بالتنسيق الوثيق بشأن الاتفاق خلال الساعات القادمة.
فبعد 15 شهرًا من حرب مدمرة، تتوحد أنظار العالم نحو غزة، هناك حيث ينتظر المدنيون الإعلان عن هدنة تضع حدًا لمعاناة إنسانية فوق الوصف.
وأثارت المحادثات التي استمرت لأكثر من ثماني ساعات في الدوحة حالة من التفاؤل، بحسب وكالة “رويترز”.
وقال مسؤولون من مصر وقطر والولايات المتحدة وكذلك إسرائيل وحماس إن التوصل إلى اتفاق بشأن الهدنة في القطاع المحاصر وإطلاق سراح المحتجزين أصبح أقرب من أي وقت مضى.
لكن مسؤولا كبيرا في حماس قال لرويترز في وقت متأخر من أمس الثلاثاء إن الحركة الفلسطينية لم تسلم ردها بعد لأنها ما زالت تنتظر تسليم إسرائيل لخرائط توضح كيفية انسحاب قواتها من غزة.
التفاصيل النهائية جارية
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي في وقت سابق إن الجانبين استلما مسودة الاتفاق وإن المحادثات بشأن التفاصيل النهائية جارية.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تشارك إدارته في المحادثات إلى جانب مبعوث للرئيس المنتخب دونالد ترامب، إن الاتفاق أصبح وشيكا.
وتحدث بايدن هاتفيا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مساء أمس الثلاثاء عن التقدم في المفاوضات.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد المكالمة الهاتفية “تعهد الزعيمان باستمرار التنسيق الوثيق والمباشر ومن خلال فريقيهما في الساعات القادمة”.
وأكد الرئيسان “على الحاجة الملحة إلى تنفيذ الاتفاق”.
المراحل النهائية
وقالت حماس، في بيان، إن المحادثات لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى وصلت إلى مراحلها النهائية، وعبرت عن أملها في أن تؤدي هذه الجولة من المفاوضات إلى التوصل لاتفاق.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المحادثات وصلت إلى مرحلة حاسمة لكن لم يتسن الاتفاق بعد على بعض التفاصيل. وأضاف “نحن قريبون، لكن لم نصل (لاتفاق) بعد”.
وقال مسؤول إسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يزال يجري مشاورات مع وزير دفاعه يسرائيل كاتس والوفد المفاوض بشأن صفقة غزة، مشيرًا إلى أن التأخير في رد حركة حماس لا يعود إلى عدم تسليم خرائط الانسحاب.
تخفيف التوترات
إذا نجحت تلك المساعي، سيتوج اتفاق الهدنة التي ستتم على مراحل جهود محادثات متقطعة على مدى ما يزيد عن عام لوقف حرب خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ودمرت معظم أنحاء قطاع غزة وأجبرت كل سكانه تقريبا على النزوح.
ومن شأن ذلك أيضًا تخفيف التوترات في الشرق الأوسط حيث أججت الحرب مواجهات في الضفة الغربية المحتلة ولبنان وسوريا واليمن والعراق، وأثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.