عالم

ترسانة جديدة قد تغير قواعد اللعبة.. صواريخ إيرانية تزلزل إسرائيل

تتجه أنظار العالم نحو الشرق الأوسط مع تصاعد غير مسبوق للمواجهات، حيث تشهد المنطقة تطورات متسارعة قد تعيد تعريف مسار هذا الصراع الإقليمي، ففي ظل التهديدات المباشرة والضربات المتبادلة، تكشف إيران عن ترسانة صاروخية متطورة وتحذيرات غير مسبوقة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في المنطقة.

إيران توجه تحذيراً عاجلاً لسكان حيفا:

ففي تصعيد غير مسبوق وجه الجيش الإيراني تحذيراً عاجلاً ومباشراً إلى سكان منطقة محددة في مدينة حيفا الإسرائيلية، داعياً إياهم إلى الإخلاء الفوري حفاظاً على حياتهم، يأتي هذا التحذير، الذي نقلته وكالة “مهر للأنباء”، في سياق الموجة الحادية عشرة من عملية “الوعد الصادق 3″، والتي تهدف إيران من خلالها إلى الرد على الهجمات الإسرائيلية المستمرة وتبادل القصف بين الجانبين.

صواريخ إيرانية تستهدف إسرائيل وصفارات الإنذار تدوي:

أعلنت مصادر إيرانية عن إطلاق وابل من الصواريخ باتجاه إسرائيل أمس الأربعاء، مما أدى إلى دوي صفارات الإنذار في مدن ومواقع متعددة، بما في ذلك تل أبيب، ووضع إسرائيل في حالة تأهب قصوى، ووفقاً لموقع “نور نيوز” الإيراني، فقد انطلقت الصواريخ الإيرانية مستهدفة مواقع إسرائيلية، وهو ما أكدته الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي رصدت الإطلاق، من جانبه، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن سلاح الجو يعمل بنشاط على اعتراض أي تهديد، مشيراً إلى رصد 8 صواريخ أطلقت من إيران، ودعا جيش الاحتلال المستوطنين إلى الالتزام الصارم بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية.

“فتّاح” و”سجيل”.. صواريخ إيرانية تغير قواعد اللعبة:

في تطور نوعي يعكس قدراتها الصاروخية المتزايدة، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن استخدام الجيل الأول من صاروخ “فتّاح” الفرط صوتي في المرحلة الأخيرة من هجومه، ويتميز صاروخ “فتّاح” برأس حربي كروي يعمل بالوقود الصلب وفوهة متحركة تمنحه قدرات استثنائية على المناورة وتغيير المسار، فضلاً عن سرعات فائقة تتراوح بين 13 و15 ماخ، مما يتيح له تجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية المتطورة، وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن الصاروخ مصمم لإحداث أخطاء في حسابات أنظمة الدفاع المعادية، مشيرة إلى فشل رادار نظام “آرو” الإسرائيلي في اعتراض صاروخ مشابه سابقاً.

وبالإضافة إلى “فتّاح”، أعلن الحرس الثوري أيضاً عن استخدام صواريخ “سجيل” بعيدة المدى (2000 كيلومتر) لأول مرة ضمن عملية “الوعد الصادق 3″، وفي رسالة مباشرة لسكان القدس المحتلة، أكد الحرس الثوري أن “سماء الأراضي المحتلة قد فتحت ذراعيها أمام صواريخ إيران وطائراتها المسيّرة”، محذراً من أن الهجمات الصاروخية “ستكون مؤثرة ومستمرة” وأن “صوت صفارات الإنذار لن يتوقف لحظة واحدة”.

إيران تدعو مجلس الأمن لوقف “حرب إسرائيل العدوانية”

في السياق الدبلوماسي، دعت إيران مجلس الأمن الدولي إلى الوفاء “فوراً” بمسؤوليته الرئيسية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة للبت في “حالة الحرب” التي تشنها إسرائيل ضد الأراضي الإيرانية، مطالبة بوقف فوري للعدوان والحد من أي تدخلات أجنبية، ونقلت وكالة “مهر للأنباء”، الإيرانية، عن المندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، “سعيد إيرواني”، في رسالة وجهها إلى الأمين العام ورئيس مجلس الأمن، دعوته إلى “عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي على الفور”، وحذر “إيرواني” من عواقب “عدم التصرف في هذه اللحظة الخطيرة والمصيرية”، معتبراً ذلك “خيانة كبرى للمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة”.

ترامب يلوح بـ”خطة لكل شيء” وإيران تهاجم “أكاذيبه وتهديداته”:

على الصعيد الأمريكي، قال الرئيس “دونالد ترامب” أن إيران “تريد الاجتماع معنا وقد نفعل ذلك”، على الرغم من اعترافه بأن “الوقت متأخر وهم لا يستطيعون الخروج من إيران بفعل الصواريخ التي تسقط عليهم”، وأضاف “ترامب”، أن لديه “خطة بشأن كل شيء” فيما يتعلق بالمستقبل في إيران، مؤكداً أن “الوقت قد فات” على طهران للتفاوض بسبب الهجمات الصاروخية، وأثنى ترامب على أداء إسرائيل في الصراع الجاري، مشيراً إلى أن “إسرائيل تحقق الانتصار في حربها ضد إيران”.

وفي المقابل، شنت إيران هجوماً حاداً على تصريحات “ترامب”، واصفة مزاعمه بأن الإيرانيين “يريدون القدوم” للتفاوض بأنها “أكاذيب دنيئة وتهديدات جبانة”، ونفت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة بشكل قاطع أي محاولات للتفاوض مع واشنطن أو إرسال وفد إلى سلطنة عُمان.

مسيرات إيرانية “خارقة” تضرب أهدافاً إسرائيلية:

أعلن التلفزيون الإيراني عن إطلاق الجيش “المرحلة السادسة من هجوم الطائرات المسيّرة الانتحارية المزودة برؤوس حربية مضادة للتحصينات على ‘الأراضي المحتلة'”، وأكدت وكالة “تسنيم” أن هذه المرحلة تضمنت إطلاق “العشرات من الطائرات المسيّرة من مختلف أنواع الطائرات المدمرة المزودة برؤوس حربية مضادة للتحصينات نحو الكيان الإسرائيلي، وألحقت ضربات قوية بالأهداف المقصودة”.

في المقابل، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي شن هجمات واسعة النطاق داخل إيران، مشيراً إلى أن 60 مقاتلة إسرائيلية أنهت سلسلة هجمات على 20 هدفاً عسكرياً في إيران، بما في ذلك مواقع نووية ومواقع لإنتاج الأسلحة، وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن حجم الأضرار المادية الناجمة عن إطلاق الصواريخ الإيرانية يقدر بنحو ملياري شيكل.

إن التطورات المتسارعة على الساحة الإقليمية، بدءاً من التحذيرات الإيرانية لسكان حيفا مروراً بإدخال صواريخ فرط صوتية ومتطورة إلى المعركة، وصولاً إلى التراشق الدبلوماسي والاتهامات المتبادلة، تشير إلى أن المنطقة تمر بمنعطف حاسم، ففي ظل هذا التصعيد غير المسبوق، وتداعياته المحتملة على السلم والأمن الدوليين، يبقى السؤال الأهم: هل ستفلح الجهود الدبلوماسية في نزع فتيل الأزمة، أم أن المنطقة على شفا حرب كبرى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *