
في تطوّر لافت على الساحة السياسية والاقتصادية الأمريكية، اندلع خلاف علني بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، بعد عام من التقارب وسلسلة من التصريحات الودية التي عبر كل منهما عنها.
يمتلك الخلاف بين ترامب وماسك أبعادًا كثيرة، حيث يجمع الرئيس الأمريكي الذي يُنظر إليه بأنه أقوى الرجال نفوذًا في العالم، ورائد الأعمال والملياردير إيلون ماسك الذي يعتبر أغنى رجل في العالم.
شهدت العلاقة بين ترامب وماسك تحولاً جذريًا، وتحولت من تحالف وثيق إلى خصومة علنية، مما يثير تساؤلات جدية حول تداعياتها الاقتصادية والسياسية على الولايات المتحدة.
بداية الخلاف
لم يكن هذا الانفصال مفاجئًا، فقد بدأت ملامح التوتر تظهر مبكرًا، ففي يناير الماضي، مع وصول ماسك إلى واشنطن كمستشار رفيع المستوى، اصطدمت رؤيته القائمة على التحرك السريع وكسر القواعد بالبيروقراطية السياسية الراسخة، وهو ما أثار استياء شخصيات بارزة في الإدارة الأمريكية، على رأسهم سوزي وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض.
اتهامات متبادلة
تطور النزاع ليشمل اتهامات شخصية متبادلة، حيث وصف ترامب، ماسك بأنه مدمن مخدرات، في المقابل، اعترف المليادير الأمريكي بتعاطي مادة الكيتامين، وهو مخدر قوي، لأغراض علاجية تتعلق بالاكتئاب ووفق وصفة طبية، فيما اتهم أغنى رجل في العالم، رئيس الولايات المتحدة بالارتباط بمجرم جنسي شهير، ليرد عليه ترامب، قائلًا إن ماسك “فقد عقله”.
تداعيات اقتصادية
يحمل هذا الصراع في طياته تداعيات اقتصادية وخيمة، فقد أشار ترامب إلى أنه يستطيع إلغاء جميع عقود ماسك ودعمه الحكومي، قائلًا هذه أفضل طريقة لتوفير المال، وهي خطوة ستكون لها عواقب وخيمة ليس فقط على شركات ماسك، بل أيضًا على الوكالات الفيدرالية التي أصبحت تعتمد عليها، ورد ماسك بإعلانه أنه سيبدأ بتفكيك مركبة “سبيس إكس دراجون” الفضائية التي تعتمد عليها ناسا في مهام النقل إلى الفضاء.
لا يهدد هذا الصراع المصالح الشخصية لترامب وماسك فقط، بل يتجاوز تأثيره ليطال ركائز الاقتصاد الأمريكي، ويُلقي بظلاله على مستقبل التكنولوجيا والفضاء في الولايات المتحدة.
خسائر محتملة
ساهم الخلاف العلني بين ماسك والرئيس الأمريكي في تقويض مكانة ماسك كأغنى رجل في العال، حيث خسر 34 مليار دولار من صافي ثروته الشخصية في يوم واحد، وهي ثاني أكبر خسارة مسجلة في تاريخ مؤشر “بلومبيرج” للمليارديرات لأغنى 500 شخص في العالم.
وبالإضافة لذلك، انخفضت أسهم شركة “تسلا” التي يملكها مساط، بنسبة 14% بعد أن هدد ترامب بسحب العقود الحكومية لشركاته، مما تسبب في انخفاض قيمة شركة صناعة السيارات الكهربائية بمقدار 152 مليار دولار.
وأشارت وكالة “بلومبيرج” الأمريكية إلى أن قانون ترامب الجديد يشكل خطرًا كبيرًا على شركة “تسلا”، فهو يلغي 7500 دولار دعمًا ضريبيًا لكل مركبة كهربائية، مما قد يكلف تسلا أكثر من 1.2 مليار دولار سنويًا.
ومع ذلك، تواجه شركة “سبيس إكس” التي يمتلكها ماسك خطر فقدان عقود حكومية إستراتيجية مع وكالة “ناسا” والبنتاجون تبلغ قيمتها نحو 22 مليار دولار، وقد تراجعت استثمارات مرتبطة بـ”سبيس إكس” بنسبة تقارب 13%.
ضربة قوية
لم يكن ماسك الخاسر الوحيد في هذا الصراع العلني، حيث تلقى الرئيس الأمريكي “ضربة قوية” متمثلة في تراجع أسهم “مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا التابعة لترامب بنسب كبيرة في قيمة أسهمها، حيث فقدت أكثر من 44% من قيمتها منذ بداية العام، وكلف هذا الانخفاض ترامب نحو 1.7 مليار دولار من صافي ثروته، حيث إن نسبة 46% من صافي ثروته مرتبطة بأسهم شركته الإعلامية، وفقا لمنصة “فورتشن”.
وحذر المحللون من أن استمرار الخلاف بين ترامب وماسك قد يتسبب في تراجع إضافي لشركة “ترامب ميديا”.