
شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم الإثنين، وسط عمليات بيع واسعة لجني الأرباح بعد الصعود القوي الذي سجله المعدن الأصفر خلال الأيام الماضية، بدعم من تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بين الكيان الصهيوني وإيران.
وبحسب تقرير “جولد بيليون”، فقد انخفض سعر أونصة الذهب بنسبة 0.5%، بعد أن سجلت بداية الجلسة أعلى مستوياتها في شهرين عند 3451 دولارًا للأونصة، قبل أن تتراجع إلى أدنى مستوى عند 3409 دولارًا، ويتم تداولها حاليًا قرب 3416 دولارًا للأونصة.
الاتجاه الصاعد للذهب لا يزال قائمًا رغم التصحيح
أكد تحليل “جولد بيليون” أن التراجع الحالي يأتي في إطار تصحيح سعري مؤقت، ولا يشير إلى نهاية الاتجاه الصاعد، خاصة أن الذهب لا يزال محافظًا على مستوى الدعم النفسي البالغ 3400 دولار للأونصة. ويُرجح المحللون استمرار الصعود واستهداف القمة التاريخية عند 3500 دولار للأونصة في حال كسب المزيد من الزخم الإيجابي.
تصاعد الصراع الإيراني – الإسرائيلي يعزز الطلب على الذهب
يأتي هذا التحرك في أسعار الذهب مدفوعًا بتصاعد الصراع العسكري بين إيران والكيان الصهيوني منذ عطلة نهاية الأسبوع، ما أثار مخاوف من توسّع رقعة الصراع الإقليمي واحتمال تدخل قوى دولية كبرى، مثل الولايات المتحدة.
وقد صرّح الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب أن هناك جهودًا للوساطة، لكنه أشار إلى احتمال استمرار الحرب، قائلاً إن “الجانبين قد يضطران للقتال حتى النهاية”، وهو ما زاد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
ترقّب الأسواق لاجتماع الفيدرالي الأمريكي
تركّز الأنظار هذا الأسبوع على اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، المتوقع أن يبقي خلاله على أسعار الفائدة دون تغيير. لكن الأسواق تترقب تصريحات جيروم باول، رئيس البنك، حول توقعات التضخم والنمو، ما قد يحدد مسار الذهب في الفترة المقبلة.
أسعار النفط تدعم الذهب.. ومخاوف من إغلاق مضيق هرمز
في السياق ذاته، ساهمت المخاوف من قيام إيران بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم شرايين الطاقة العالمية، في دعم أسعار النفط، التي بدورها عززت من الطلب على الذهب. إذ أن ارتفاع النفط يزيد من الضغوط التضخمية، ما يدفع المستثمرين للاتجاه إلى الذهب كأداة تحوط.
الطلب الصيني مستمر رغم خسائر الصناديق الاستثمارية
على صعيد الطلب العالمي، واصل البنك المركزي الصيني شراء الذهب للشهر السابع على التوالي، مضيفًا 1.9 طن إلى احتياطياته التي بلغت الآن 2296 طنًا، ما يمثل 6.7% من إجمالي احتياطيات النقد الأجنبي.
في المقابل، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الصين أول تدفق شهري خارجي منذ يناير، بخسائر بلغت 3.3 مليار يوان (نحو 461 مليون دولار)، وانخفضت الحيازات بواقع 4.6 طن إلى 198 طنًا.
—
تراجع أسعار الذهب في مصر اليوم بعد موجة صعود قوية
الذهب المحلي يتأثر بهبوط الأسعار العالمية
محليًا، شهدت أسعار الذهب في مصر تراجعًا خلال تداولات اليوم، متأثرة بانخفاض الأسعار العالمية، بعدما حققت مكاسب كبيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع نتيجة التصعيد بين إيران والكيان الصهيوني، وارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه.
وسجّل الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في مصر – تراجعًا إلى 4890 جنيهًا للجرام، بعد أن بدأ التداولات عند 4920 جنيهًا. وكان المعدن قد أغلق أمس على ارتفاع عند 4940 جنيهًا بزيادة قدرها 45 جنيهًا عن افتتاح الجلسة.
سعر الدولار يواصل دعم الذهب محليًا
أوضح تقرير “جولد بيليون” أن التراجع في أسعار الذهب المحلية جاء رغم غياب طلب فعلي قوي على المعدن، لكنه مدفوع بارتفاع الدولار في السوق المصرفية، نتيجة خروج جزئي للأجانب من أدوات الدين المصرية، وهو ما زاد الطلب على العملة الأمريكية، وبالتالي دعم تسعير الذهب محليًا.
كما أشار التقرير إلى أن التقييم المبالغ فيه لسعر الدولار ساهم في الارتفاع الحاد بأسعار الذهب، رغم ثبات العوامل الأخرى المتعلقة بالعرض والطلب داخل السوق المصرية.