أقرّ مسؤولون أمنيون إسرائيليون بأن هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتمثل في تدمير حركة المقاومة الإسلامية “حماس” لا يزال بعيد المنال، مؤكدين أن معظم شبكة أنفاق الحركة ما زالت سليمة.
ومع أنّ المسؤولين أكدوا أن الجيش الإسرائيلي فكك الهيكل القيادي لنحو 18 كتيبة من كتائب الحركة، المقدرة بـ24 كتيبة في غزة، إلا أن الآلاف من مقاتليها الملحقين بالكتائب المتبقية أو الذين يعملون بشكل مستقل، ما زالوا فوق الأرض وتحتها، وفقاً لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن مسؤولين أمنيين سابقين وحاليين.
وشنّت إسرائيل هجومها على غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك الحين، تؤكد إسرائيل أنها قتلت أكثر من 10 آلاف مقاوم، لكنها لم توضح كيف تحسب العدد، فيما يقول محللون إنه من الصعب الحصول على رقم دقيق في ظل فوضى الحرب، وفقاً للصحيفة الأمريكية.
وقال مسؤول في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل منخرطة في مهمة شاملة لكشف القدرات العسكرية لحماس.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية تستهدف شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لحركة حماس داخل المدينة وما حولها، مشيرا إلى أنّ العديد من مراكز القيادة الرئيسية تحت الأرض قد دمرت، لكن معظم شبكة الأنفاق ظلت سليمة.
دخلت حرب غزّة شهرها الخامس، وقد أسفرت عن أكثر من 1200 قتيل إسرائيلي، وما يزيد على 28 ألف قتيل فلسطيني، بحسب أرقام وزارة الصحة في القطاع وهو من بين أعلى الأرقام في تاريخ النزاعات في القرن الحادي والعشرين.
وتزايدت المطالبات حول العالم بوقف إطلاق النار، بينما يستمر تصعيد النزاع في ظل مخاوف من اندلاع حرب أشمل في الشرق الأوسط، لكن إسرائيل مصرّة على المضيّ قُدُمًا فيما عزمت عليه، وهو القضاء على الحركة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قضى على ثلث مقاتلي حماس، التي يقدر جناحها العسكري بثلاثين ألف مقاتل، ويقدر أيضا أن 16 ألفا من هؤلاء المقاتلين جُرِحوا، الأمر الذي قد يمثل ضربة قوية لقدرات الحركة العسكرية.
لكنّ محللين عسكريين يقولون إن الحركة “يمكنها تجنيد مقاتلين جدُد بسهولة” كما إن “شبكة الأنفاق أكبر بكثير مما هو متوقع”.
وكان مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون قالوا قبل أسابيع إن نحو 80 بالمئة من أنفاق المقاومة الفلسطينية، لا تزال سليمة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
ويواجه المسؤولون في واشنطن وتل أبيب صعوبة في تقييم مستوى الدمار الذي لحق بشبكة الأنفاق، ويقدرون أن ما بين 20 و40 بالمئة من الأنفاق قد تضررت أو أصبحت غير صالحة للعمل، ومعظمها يقع شمال غزة، فيما ترجع صعوبة التقييم “جزئيًا” إلى عدم قدرتهم على تحديد مساحة وامتداد هذه الأنفاق تحت الأرض بدقة.