في خطوة جريئة نحو مستقبل تعليمي واعد، أعلن وزير التربية والتعليم عن خطة طموحة لتطوير المنظومة التعليمية في مصر، وأكد الوزير في بيانه أمام مجلس النواب أن التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء مجتمع المعرفة، مشيراً إلى أن مصر تمتلك أكبر نظام تعليمي، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة تتطلب حلولاً عاجلة.
إجراءات طموحة
كما تضمنت الخطة مجموعة من الإجراءات الطموحة، مثل تحديث المناهج الدراسية وتطوير أداء المعلمين، والتي من شأنها أن تساهم في رفع مستوى التحصيل العلمي للطلاب وتمكينهم من المنافسة في سوق العمل العالمي. كما أكد الخبراء التربويون أن هذه الخطة تمثل نقلة نوعية في قطاع التعليم، وأنها ستساهم في بناء جيل جديد من القادة والمبدعين.
وفي هذا الصدد، أكد وزير التعليم أن مصر لديها أكبر نظام للتعليم قبل الجامعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي العام الدراسي ٢٠٢٤/٢٠٢٣، التحق ٢٥ مليون و٤٩٤ ألف و٢٣٢ طالبا وطالبة بالمدارس الحكومية والخاصة في مصر، كما بلغ عدد المعلمين ٨٤٣٤٩٠، وذلك بنسبة عجز ٦٦٥ ألف معلم، ووصل عدد الفصول ٥٥٠ ألف فصل دراسي وعدد المباني المدرسية ٢٩٦٩٨ مبنى، بينما الوزارة فى احتياج إلى٢٥٠ ألف فصل جديد.
تحديات متزايدة
وأمام تحديات التعليم المتزايدة، استعرض عبداللطيف، التحديات التى تواجه العملية التعليمية، والإجراءات التنفيذية والآليات التى اتخذتها الوزارة لمواجهة هذه التحديات، وجاءت هذه الإجراءات نتيجة من العديد من الزيارات الميدانية بالمحافظات واللقاءات مع مديري الإدارات التعليمية ومديري المدارس والمعلمين، بالإضافة إلى مراجعة الخبراء لهذه الحلول وكذلك موافقة أطراف المنظومة التعليمية، موضحًا أن الحلول الاسترشادية تتوافق مع طبيعة كل إدارة تعليمية.
الكثافة الطلابية
وفيما يتعلق بعلاج مشكلة ارتفاع الكثافات الطلابية في الفصول، استعرض الوزير رؤية الوزارة والحلول التي قدمتها من خلال الوصول بكثافة الفصل للنسبة التي تسمح ببيئة تعليمية تحقق جاذبة ومحفزة للطلاب داخل الفصل الدراسي، ومنها نقل المدارس الثانوية للفترة المسائية، والاستفادة منها في الفترة الصباحية للمرحلة الإعدادية، موضحًا أن هذه المدارس الثانوية مجهزة تكنولوجيًا على أعلى مستوى، وبذلك يستفيد طلاب المرحلة الإعدادية من هذه البنية التكنولوجية في التعلّم، كما أن المدارس الإعدادية هي الأخرى مستغلة من قبل طلاب المدارس الابتدائية، مؤكدًا على أن يتسم تطبيق هذه الآليات بالمرونة وفقًا لطبيعة واحتياجات كل إدارة تعليمية، بالإضافة إلى أنه تم حصر الفراغات التعليمية واستغلالها، وذلك بالتعاون مع هيئة الأبنية التعليمية؛ لاستغلالها كفصول، بما لا يضر العملية التعليمية، فضلًا عن تنفيذ الفترة الممتدة، مضيفًا أنه تم وضع حلول مستدامة بإنشاء من ١٠ آلاف إلى ١٥ ألف فصل سنويا.
حل مشكلة الكثافات الطلابية
كما قدم عرضًا لدراسة توضيحية لحل مشكلة الكثافات الطلابية بمحافظة البحيرة والتى نجحت فى علاج مشكلة الكثافة الطلابية، مشيرًا إلى أن المحافظة بها عدد ١٨ إدارة تعليمية، وعدد الفصول المطلوب توفيرها ٥٥٥٤ فصلا، وقد تم توفير نسبة ٩٨٪ من الفصول الابتدائية من خلال حصر الفراغات التعليمية، ونسبة ٨١٪ وذلك من خلال المقترحين المتمثلين في نظام الفترة الممتدة، وحصر الفراغات، وبتطبيق كافة المقترحات بلغت نسبة الفصول الابتدائية التى تم توفيرها ١٠٠٪.
كما حققت الحلول المقترحة من قبل وزارة التربية والتعليم نجاحاً كبيراً في معالجة مشكلة الكثافات الطلابية تم خفض الكثافات الطلابية إلى معدلات أقل من ٥٠ طالبًا فى الفصل، كما يتضح من النتائج التي تحققت في إدارة المطرية التعليمية بالقاهرة. فبعد تطبيق هذه الحلول، انخفض متوسط عدد الطلاب بالفصل الواحد في المرحلة الابتدائية من ١٠٩ طالب وطالبة في الفصل إلى ٤٠ طالب فقط، والإعدادى بنين أصبح ٤٤ طالبا، والإعدادى بنات قبل الحل ٤٦ طالبة، والثانوى بنات ٣٩ طالبة، وهو تحسن ملحوظ يساهم في توفير بيئة تعليمية أكثر فعالية.
وفي هذا السياق أكد المعلمون والطلاب على الأثر الإيجابي لهذه الحلول على مستوى التحصيل الدراسي والانضباط داخل الفصول. وتعتبر هذه النتائج دليلاً على أن هذه الحلول قابلة للتطبيق على نطاق واسع، وأنها تمثل خطوة مهمة نحو تحسين جودة التعليم في مصر.
إعادة هيكلة المرحلة الثانوية
أما بالنسبة لإعادة هيكلة المرحلة الثانوية، أوضح الوزير أن رؤية الوزارة العامة فى هيكلة التعليم الثانوي، هى إعادة هيكلة المرحلة الثانوية طبقًا للمعايير العالمية؛ لإتاحة الفرصة للمعلم لتقديم عملية تعليمية جيدة داخل الفصل، بعدد ساعات معتمدة للمواد الأساسية، ويكون لديه الفرصة والوقت لتدريس المحتوى، وكذلك تنمية مهارات الطلاب، والانتهاء من المنهج فى الوقت المخصص؛ من أجل إعداد جيل قادر على التنافسية مع الدول الأخرى، لافتًا إلى ضرورة مواكبة التعليم لسوق العمل الذي يشهد تغيرات متسارعة.
حيث كان الوضع السابق يدرس الطلاب ٣٢ مقررا في ثلاث سنوات، أما الوضع الحالى فيتم دراسة ٦ مقررات دراسية فقط داخل المجموع فى كل من الصفين الأول والثاني الثانوى، والدراسة بالصف الثالث الثانوي (الشهادة الثانوية العامة) ٥ مواد داخل المجموع، وزيادة المدة التدريسية لكل مادة لتصل إلى المعدلات العالمية.
كما تم الاستناد لقواعد علمية وبمراجعة خبراء متخصصين، وذلك لصفوف المرحلة الثانوية وتوزيعها بشكل متوازن، في ضوء نواتج التعلم، ومراعاة عدم وجود تكرار في المحتوى، ودون التقصير في المعارف التي سيدرسها الطلاب.
المدارس الفنية
وفيما يتعلق بالمدارس الفنية (صناعى- تجارى – فندقى)، أشار الوزير في بيانه إلى أنه تم تطبيق منهجية الجدارات المهنية في ٢٠ مدرسة صناعية، و١٨ مدرسة زراعية، بالإضافة إلى تطبيق مناهج مطورة في عدد ٥٨١ مدرسة، كما تم إعداد قاعدة بيانات، وإعادة تشغيل مصانع تدوير المخلفات بالأصول الإنتاجية، فضلًا عن توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة العمل بشأن استغلال عدد ٣٧ مركز تدريب مهني على مستوى ٢٤ محافظة تابعين لوزارة العمل، بحيث يتم إنشاء مدارس للتعليم الفني بها.