قالت الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين تكدسوا في منطقة رفح على حدود قطاع غزة مع مصر هربًا من القصف الإسرائيلي على الرغم من مخاوفهم من أنهم لن يكونوا في مأمن هناك أيضا.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “اوتشا”، في تقرير اليوم الخميس، أن معظم النازحين في رفح ينامون في العراء بسبب نقص الخيام رغم أن الأمم المتحدة تمكنت من توزيع بضع مئات منها.
أوامر إخلاء
ويصل المدنيون إلى المنطقة بعد أوامر إخلاء أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي شملت مناطق داخل وحول مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وكان مئات الآلاف من الفلسطينيين فروا بالفعل من شمال غزة إلى الجنوب جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع الذي يعاني حصارًا مطبقًا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
الوضع يزداد سوءًا كل دقيقة
فيما قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إن هناك موجة أخرى من النزوح تجري في قطاع غزة، وإن الوضع يزداد سوءا كل دقيقة.
جاء ذلك في بيان مقتضب نشرته الوكالة، على منصة إكس للتواصل الاجتماعي.
وقالت “الأونروا”: “هناك موجة أخرى من النزوح تجري في غزة، والوضع يزداد سوءا كل دقيقة”.
وأضافت إنه لا توجد منطقة آمنة، وإن قطاع غزة بأكمله أصبح من أخطر الأماكن في العالم.
وجاء في البيان “لا يوجد مكان يمكن الذهاب إليه، فالملاجئ مكتظة بالنازحين، بما فيها ملاجئ “الأونروا”.
موجات نزوح جماعي
ومع أحدث موجات النزوح الجماعي، يتزايد تكدس الفلسطينيين بالقرب من الحدود المصرية في منطقة يزعم جيش الاحتلال أنها آمنة.
وقال سمير أبو علي (45 عاما) وهو أب لخمسة أطفال لرويترز عبر الهاتف من رفح إن الإسرائيليين يكذبون وإنه لا يوجد مكان آمن في غزة وإنهم سيلاحقونهم عاجلا أم آجلا في رفح.
ومضى يقول إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تريد نكبة أخرى لكنه عقد العزم على ألا يتجاوز رفح إلى مكان آخر. وردد سكان آخرون من غزة مخاوفه.
وقالت نازحة أخرى ذكرت أن اسمها زينب عبر الهاتف من خان يونس إن إسرائيل تدفعهم نحو رفح ثم ستهاجم المكان.
عرقلة توزيع المساعدات
يقول جيش الاحتلال الذي يريد القضاء على حركة (حماس) بعد هجوم السابع من أكتوبر إنه يطلب من المدنيين مسبقا إخلاء المناطق التي يعتزم تنفيذ عمليات فيها، وذلك باستخدام الرسائل الهاتفية والبيانات والمنشورات على الإنترنت.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة فروا من منازلهم في أثناء الحرب، وإن كثيرين منهم انتقلوا مرات تحت وطأة القصف الجوي.
وتقع مدينة رفح على بعد نحو 13 كيلومترًا من خان يونس التي تتعرض لهجوم عنيف. وتقع على الحدود مع مصر، ويعد معبر رفح نقطة العبور الوحيدة بين مصر وقطاع غزة.
وقال تقرير الأمم المتحدة الصادر أمس الأربعاء إنه على الرغم من دخول بعض المساعدات إلى غزة من مصر مرورا بالمعبر، تواجه المنظمة الدولية عقبات في توزيعها بسبب نقص الشاحنات وعدم قدرة الموظفين على الذهاب إلى معبر رفح نتيجة تصاعد أعمال القتال منذ انتهاء الهدنة الأسبوع الماضي.