
إشادات فلسطينية بقرارات القمة الإفريقية.. ومطالب بتصعيد الضغط على إسرائيل
فيما يُعدّ تتويجا إفريقيا جديدا، وتأييدا لمواقف مصر التاريخية والثابتة، وجهودها المخلصة الدائمة لدعم قضايا أمتها العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، أكدت القمة الإفريقية التي استضافتها العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا” إجماع زعماء القارة الإفريقية وقادتها وشعوبها الأعضاء في “الاتحاد الإفريقي” على رفض “تهجير الفلسطينيين من أرضهم”.
ووصفوا مخططات التهجير بأنها “مخالفة وخرق للقانون الدولي”. وشددوا على أن “حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وشهدت الساعات القليلة الماضية ردود فعل مرحبة ومؤيدة للإجماع الإفريقي؛ فقد رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بالبيان الختامي للقمة الافريقية، وأكدت أن ما ورد فيه “مواقف مشرفة بشأن الاحتلال والعدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة ضد شعبنا، وكذلك رفض القمة لمخططات التهجير والضم”. وهنأت الخارجية الفلسطينية القادة الأفارقة وشعوب القارة وحكوماتها على نجاح أعمال القمة متمنية كل التقدم والازدهار والاستقرار لدول القارة.
وكشف البيان الختامي للقمة الإفريقية عن العديد من المواقف الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، أبرزها: إدانة الحرب الإسرائيلية والعدوان الهمجي على غزة، والمطالبة بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى الفلسطينيين خاصة النساء والأطفال، ورفض انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي واستهدافها المدنيين والبنية التحتية، والدعوة إلى محاكمة إسرائيل دوليًا وبشكل واضح لا لبس فيه، لارتكابها إبادة جماعية في حق الفلسطينيين، والدعوة إلى وقف التعاون والتطبيع مع إسرائيل حتى تنهي احتلالها وعدوانها على فلسطين.
شارك في أعمال القمة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية. وتضمن نشاط رئيس الوزراء لقاءات ومباحثات مهمة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات والمنظمات. وتصدرت القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وجهود مصر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتقديم المساعدات الانسانية إلى أهاليها القضايا المشتركة التي تناولتها تلك اللقاءات والمباحثات.
وجدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه المطلق لأي دعوات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، موضحًا أن من شأنها إبقاء المنطقة في دائرة العنف، بدلًا من الذهاب لصنع السلام. ووصف مَنْ يعتقد أنه بإمكانه فرض صفقة قرن جديدة، أو تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أي شبر من أرض فلسطين بأنه “وَاهِم”. وحذر من أن دعوات انتزاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتهجيره منها هدفها إلهاء العالم عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتدمير في غزة، وجرائم الاستيطان ومحاولات ضم الضفة.
وطالب الرئيس الفلسطيني المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بإجراءات عاجلة لمواجهة الممارسات الاستعمارية الإسرائيلية قبل تفشي قوى التطرف التي تعمل على دفن حل الدولتين. وأشار إلى أن الالتزام بالشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة يتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي رقمي 242 و338، ومبادرة السلام العربية، لتعيش شعوب المنطقة في أمن وسلام وحسن جوار.
وندد موسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي المنتهية ولايته، بالدعوة إلى الترحيل الممنهج لسكان غزة. وحذر من أن الإبادة في غزة تتواصل وسط صمت شبه تام من القوى الكبرى في العالم، وأن إحدى وسائلها دعوة البعض إلى ترحيل ممنهج للفلسطينيين خارج أراضيهم. ووصف ما تعرض له قطاع غزة من دمار وحرمان بأنه “يشكل عارا على كل البشرية”.
وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: إن العالم عرف مستوى من العنف والهمجية لم يشهد له نظيرا منذ الحرب العالمية الثانية، موضحا أن ما تعرضَتْ وتتعرَضُ له فِلسطينُ المحتلةُ أوضحُ دليل على ذلك.