
تشير أحدث إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2024 إلى تحولات ملحوظة في بنية الأسرة المصرية، بعد تسجيل انخفاض في عقود الزواج وارتفاع واضح في معدلات الطلاق، وتكشف الأرقام عن واقع اجتماعي جديد فرضته الضغوط الاقتصادية والتغيرات النفسية والسلوكية، بينما يرى خبراء أن عوامل مثل أزمة منتصف العمر وتأثير السوشيال ميديا أصبحت تلعب دورًا مؤثرًا في قرارات الارتباط والانفصال.
قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية إن ارتفاع نسب الطلاق خلال عام 2024 له مجموعة من الأسباب النفسية، فنلاحظ أن الفئة العمرية من 35 سنة لـ 40 سنة كانت أكبر فئة عمرية بها ارتفاع في معدل الطلاق بنسبة تجاوزت الـ 18%، وذلك بسبب ما يسمى بـ أزمة منتصف العمر، وهذه الأزمة من ضمن أهم الأسباب الرئيسية في الطلاق، لأن أحد الزوجين قد يصاب بها، والآخر لا يتفهم دوافعها النفسية.
بعض الشباب يعانون من الجاموفوبيا
وأضاف “هندي” في تصريحات خاصة لـ”البورصجية نيوز” أن هذه الأزمة النفسية تتمثل في الخيانة الزوجية أو الدخول في علاقات موازية كما أنه قد يحدث ملل في الحياة الزوجية ورتابة وسكون واستاتيكا وحالة من الطلاق العاطفي والصمت الزواجي، ويظهر هذا بالفعل في الفئة العمرية من 35 سنة لـ 40 سنة.
وأكد استشاري الصحة النفسية أن السوشيال ميديا بصفة عامة خلقت حالة من عدم الشعور بالرضا عند الناس نتيجة للمقارنات الاجتماعية مما يزيد من معدلات الطلاق، فيما أشار إلى أن أسباب انخفاض نسب الزواج ترجع لأن بعض الشباب لا يرى في نفسه الكفاءة النفسية للزواج و”فتح البيت” وبعض الفتيات لا يثقن في الشباب، مشيرًا إلى أن بعض الشباب يعانون من الجاموفوبيا أو الخوف من الزواج وبالتالي لا يقدمون على خطوة الزواج لأنه يكون لديهم صورة ذهنية سلبية وسيئة وبالتالي لا يريدون تكرار نفس الحياة مرة أخرى.
وأوضح “هندي” أن نسبة استقلال المرأة ازدادت في السنوات الأخيرة نتيجة لتوافر فرص عمل وحراك اجتماعي مما جعل السيدات لا يشعرن بالسعادة في وجود الرجل أو لا يقتصرن السعادة على الزواج لأنها حققت لنفسها ما تريد بدون الرجل وبالتالي لم يعد وجوده إضافة بل قد يكون عبء عليها في بعض الأحيان مما تسبب في تراجع نسب الزواج.
31.3 حالة طلاق لكل ساعة خلال 2024
فيما كشفت بيانات النشرة السنوية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن معدلات الزواج والطلاق لعام 2024، وأظهرت البيانات أن مصر سجلت متوسط 106.9 حالة زواج لكل ساعة لعام 2024، مقارنة بـ100 حالة زواج عام 2020، بمتوسط ارتفاع 6.9 حالة في الساعة.
وفى المقابل بلغ عدد حالات الطلاق لكل ساعة 31.3 حالة طلاق لعام 2024، مقابل 25.3 حالة طلاق عام 2020، بمتوسط ارتفاع بلغ 6.9 حالة في الساعة.
وقدرت بيانات نشرة الزواج والطلاق الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عدد عقود الزواج في مصر بنحو 936 ألف و739 عقدًا عام 2024، مقابل 961 ألف و220 عقدا عام 2023 بنسبة انخفاض 2.5%، موزعة بين 395 ألف و215 عقداً عام 2024 تمثل 42.2% من جملة العقود، مقابل 388 ألف و696 عقدًا عام 2023 بنسبة زيادة بلغت 1.7٪، أما على مستوى الريف فقد بلغ عدد عقود الزواج في الريف 541 ألف و524 عقدًا عام 2024، تمثل 57.8% من جملة العقود، مقابل 572 ألف و524 عقدًا عام 2023 بنسبة انخفاض بلغت 5.4%.
عقود الزواج طبقًا لفئات السن
من 25-30 سنة أعلى نسبة زواج بالنسبة للأزواج
سجلت أعلى نسبة زواج في الفئة العمرية 25 -30 سنة، حيث بلغ عدد العقود بها 384 ألف و166 عقدًا تمثل 41% من جملة العقـود، وقد بلغ متوسط سن الزوج 30.6 سنة عام 2024.
من 20-25 سنة أعلى نسبة زواج بالنسبة للزوجات
سجلت أعلى نسبة زواج في الفئة العمـرية 20 -25 سنة، حيث بلغ عدد العقود بها 349 ألف و190 عقدًا تمثل 37.3% من جملة العقود، وقد بلغ متوسط سن الزوجة 25.2 سنة عام 2024.
عقود الزواج طبقًا للحالة التعليمية
– الحاصلين على شهادة متوسطة أعلى نسبة زواج بالنسبة للأزواج والزوجات
سجلت أعلى نسبة زواج بين الحاصلين على شهادة متوسطة، حيث بلغ عدد العقود بها 369 ألف و622 عقدًا بنسبة 39.5% من جملة العقود، وبالنسبة للزوجات فقد سجلت أعلى نسبة زواج بين الحاصلات على شهادة متوسطة، حيث بلغ عدد العقود بها 318 ألف و563 عقدًا بنسبة 34% من جملة العقود.
أسوان أعلى معدل زواج في مصر
ويعتبر معدل الزواج الخام هو عدد عقود الزواج التي تمت خلال العام لكل ألـف من السكان في منتصف نفس العام، وتشير الإحصائية إلى أن معدل الزواج على مستوى الجمهورية بلغ 8.8 في الألف عام 2024، مقابل 9.1 في الألف عام 2023، وبلغ معدل الزواج بالحضر 8.7 في الألف، مقابل 8.9 في الألف بالريف في عام 2024، وبلغ أعلى معدل زواج في مصر 14 في الألف بمحافظة أسوان، بينما بلغ أقل معدل زواج 5.9 في الألف بمحافظة الجيزة.





