
محمد ربيع
أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، عن تأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة تحت اسم “حزب أمريكا”، في خطوة تؤكد التصدع الكبير في علاقته مع حليفه السابق الرئيس دونالد ترامب، وسط تصاعد التوتر بينهما.
وحذر ملياردير التكنولوجيا الأمريكي، من أن قانون الضرائب والإنفاق الجديد الذي وقعه الرئيس ترامب قد “يؤدي إلى إفلاس الولايات المتحدة”.
تدشين الحزب
جاء إعلان ماسك عبر منشور على منصات التواصل الاجتماعي وذلك بعد أيام فقط من توقيع ترامب على القانون المثير للجدل في 4 يوليو.
وأعاد إيلون ماسك نشر استطلاع سابق له بشأن ما إذا كان يجب إنشاء حزب أمريكا والاستقلال عن نظام الحزبين، والذي أظهر موافقة 65.4% من المصوتين ورفض 34.6%، معلقًا: بنسبة 2 إلى 1، تريدون حزبًا سياسيًا جديدًا، وستحصلون عليه.
من الدعم للعداء
اتهم ماسك الجمهوريين بـ “إبعاد الولايات المتحدة عن ثورة السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة”. ورد ترامب بالتهديد بقطع مليارات الدولارات من الدعم الحكومي المقدم لشركات ماسك.
وكان ماسك دعم حملة ترامب الانتخابية بأكثر من 250 مليون دولار، كما ترأس مؤخرًا “وزارة كفاءة الحكومة” الجديدة.
وأدت انتقاداته لمشروع القانون إلى انهيار علاقته بترامب، الذي أنفق ماسك مئات الملايين من الدولارات على حملته الرئاسية لعام 2024.
وردّ ترامب قائلًا إن الحكومة قد تُعيد النظر في العقود الضخمة التي أبرمتها مع شركات ماسك.
ذروة الخلافات
ووصلت الخلافات بين الرجلين إلى ذروتها بسبب القانون الجديد، ما أشعل حربًا كلامية علنية على منصات التواصل الاجتماعي، في تصعيد غير مسبوق للتوتر بين الملياردير التكنولوجي ورئيس البلاد.
ووفق محللين من “وول ستريت”، فإن بناء حزب جديد يواجه تحديات جمة، من بينها الوصول إلى بطاقات الاقتراع في كل ولاية، وبناء بنية تحتية سياسية بعد أن هيمنت الأحزاب التقليدية على المشهد لأكثر من 160 عام، بينما تبقى شعبية ترامب ثابتة فوق 40%.
ويرى مراقبون لـ”رويترز” أن هذا التحرك يعزز من حدة الصراع بين ماسك وترامب، ويفتح الباب أمام جهود لتأسيس جهة ثالثة في المشهد السياسي الأمريكي بعد سنوات من هيمنة الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
رغم تأييد المتابعين على منصة X، لا تزال تحديات الوصول للناخبين والمنافسة الانتخابية مركبة ومعقدة، إلا أن ظهور حزب “America Party” قد يشكل تحوّلًا مؤثرًا على تحالفات الناخبين في انتخابات مقبلة.
إقرار القانون
والأسبوع الماضي أقر الكونجرس الأمريكي بشكل نهائي، مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق الذي قدمه ترامب والذي يتضمن مشروع سلسلة من الإجراءات الاقتصادية والضريبية لخفض الضرائب وتوسيع نطاق الإعفاءات الضريبية الكبيرة لمعظم الأسر الأمريكية، في مسعى لتعزيز القوة الشرائية وتحفيز النمو الاقتصادي.
تحديات تواجه الحزب الجديد
وتاريخيًا، لم تحقق الأحزاب السياسية خارج الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة سوى نجاح محدود على المستوى الوطني. وآخر مرة فاز فيها مرشح رئاسي من خارج الحزبين بأصوات انتخابية كانت في عام 1968.
ولم يفز حتى المرشحون الأقوياء مثل الملياردير روس بيرو، الذي حصل على 19% من الأصوات الشعبية في عام 1992، لم يفوزوا بأية أصوات انتخابية بسبب نظام المجمع الانتخابي.
ويخطط ماسك لاستهداف انتخابات منتصف المدة القادمة، متبعًا استراتيجية وصفها بأنها “قوة مركزة للغاية في موقع محدد على ساحة المعركة”.
ويرى ماسك أن هذا التركيز على عدد محدود من الانتخابات الرئيسية يمكن أن يكون بمثابة “التصويت الحاسم” على القوانين المثيرة للجدل.
ويرى نقاد أن معارضة ماسك للإنفاق الحكومي، التي دفعت به لتأسيس الحزب، قد لا تكون كافية لتشكيل استراتيجية حزبية طويلة الأمد.