أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن المملكة “كانت قريبة من تطبيع العلاقات” مع إسرائيل قبل اندلاع الحرب في قطاع غزة.
جاء ذلك في مقابلة أجراها الوزير مع شبكة “إيه.بي.سي نيوز” الأمريكية، على هامش فعاليات منتدى دافوس في سويسرا، حيث أكد استعداد بلاده لـ”التحرك نحو إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية” مع إسرائيل، لكنه شدد على أنه “لا رجعة لإنشاء دولة فلسطينية” كشرط لإتمام التطبيع.
وقال الأمير فيصل إن الراض وتل أبيب حققتا تقدما جيدا قبل عملية “طوفان الأقصى” التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي، مضيفا “من الصعب بالنسبة لي أن أصف كيف كنا قريبين من تحقيق ذلك. إنه شيء لا أستطيع قياسه حقاً”.
وردًا على ما أشيع خلال الأشهر الماضية بشأن أن المملكة لم تكن تولي القضية الفلسطينية أهمية خلال محادثات التطبيع مع إسرائيل، قال: “كنا نعمل من أجل القضية الفلسطينية، التي كانت أساسية بالنسبة لنا أيضا، وكنا نحرز تقدما جيدا”.
وأكد وزير الخارجية السعودي أن “السيادة الفلسطينية ستكون في مصلحة المنطقة بأكملها”، معتبرا أن منح الفلسطينيين الكرامة والأمل هو “الطريقة الحقيقية الوحيدة” لإحلال السلام والأمن في المنطقة.
وفي مقابلة أخرى مع شبكة “سي.إن.إن” سُئل الوزير عما إذا كانت المملكة ستمتنع عن التطبيع إذا لم يكن هناك مسار موثوق ولا رجعة فيه لدولة فلسطينية، فأجاب قائلا “نعم؛ لأننا بحاجة إلى الاستقرار، وسيأتي الاستقرار فقط من خلال حل القضية الفلسطينية”.
وسبق أن صرّح الوزير خلال المؤتمر، بأن “أمن إسرائيل مرتبط بتحقيق أمن الفلسطينيين عبر إقامة دولتهم”، مؤكداً أن “الخطوة الأولى للسلام هي وقف إطلاق النار في غزة من كل الأطراف.. وما تفعله إسرائيل في غزة يعرض أمن المنطقة للخطر ويهدد السلام”.
وفي سبتمبر من العام الماضي، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة له مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية إن بلاده تقترب أكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأضاف الأمير محمد أن “هناك دعما من إدارة الرئيس بايدن للوصول إلى تلك النقطة، وبالنسبة لنا فإن القضية الفلسطينية مهمة للغاية. نحتاج إلى أن نحل تلك الجزئية ولدينا مفاوضات متواصلة حتى الآن. وعلينا أن نرى إلى أين ستمضي، نأمل أن تصل إلى مكان تسهل فيه الحياة على الفلسطينيين وتدمج إسرائيل في الشرق الأوسط”.
لكنّ وسائل إعلام أمريكية كشفت قبل يومين، عن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تطبيع العلاقات مع السعودية إذا كان ذلك مشروطا بإقامة دولة فلسطينية، على الرغم من الضغوط الأمريكية المستمرة على الحكومة الإسرائيلية بهذا الشأن.
ووفقاً لشبكة “إن بي سي نيوز”، عرض ولي العهد السعودي تطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من اتفاقية إعادة إعمار غزة، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأخيرة إلى المنطقة، لكن فقط إذا وافقت إسرائيل على توفير طريق للفلسطينيين لإقامة دولتهم.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن “نتنياهو رفض العرض، وأخبر بلينكن أنه غير مستعد للتوصل إلى اتفاق يسمح بإقامة دولة فلسطينية”.