
في ظل تكرار الهزات الأرضية التي تم تسجيلها خلال الفترة الماضية، تسلط الأنظار مجددًا على دور العلم والتكنولوجيا الحديثة في رصد الزلازل والتقليل من آثارها، عبر التنبؤ المبكر والإنذار في الوقت المناسب.
وأعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في بيان رسمي صباح اليوم الثلاثاء الموافق 3 يونيو 2025، عن تسجيل هزة أرضية بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر، وقعت جنوب الحدود التركية، على بُعد حوالي 500 كيلومتر شمال مدينة العريش المصرية.
زلازل مايو 2025 في مصر
وأشار المعهد إلى أن هذا الزلزال يأتي ضمن سلسلة من النشاط الزلزالي الذي تم رصده خلال شهر مايو 2025، حيث شهدت مصر والمنطقة المجاورة عدة هزات، أبرزها:
14 مايو 2025: زلزال بقوة 6.4 ريختر، شمال مدينة رشيد، على بعد 631 كم، شعر به سكان القاهرة الكبرى وعدة محافظات دون وقوع خسائر.
هزة في شرق المتوسط تم تسجيلها لاحقًا، وشعر بها السكان في مناطق الساحل الشمالي والدلتا.
المعهد القومي: الزلازل ظاهرة طبيعية.. ومصر خارج حزام الزلازل
وفي إطار التطمين، أكد المعهد القومي أن حدوث الزلازل ظاهرة طبيعية نتيجة الحركة التكتونية لطبقات الأرض، موضحًا أن مصر لا تقع داخل حزام الزلازل العالمي، وأن أغلب الهزات التي تشعر بها البلاد تكون ضعيفة أو متوسطة القوة، ويقع مركزها خارج الأراضي المصرية، مثل حالة الزلزال الأخير الذي تم تسجيله داخل الأراضي التركية.
كيف يساهم العلم في مواجهة الزلازل؟
يؤكد خبراء الجيولوجيا أن الزلازل لا يمكن التنبؤ بها بدقة زمنية ومكانية تامة حتى الآن، ولكن التطور العلمي ساهم في:
رصد الزلازل فور حدوثها عبر الشبكات المتقدمة من أجهزة الاستشعار
تطوير أنظمة الإنذار المبكر في بعض الدول المتقدمة، تمنح السكان ثوانٍ معدودة للهروب أو التوقف عن قيادة المركبات
تحليل البيانات الزلزالية للتعرف على طبيعة النشاط في كل منطقة وتقييم المخاطر
وضع خرائط زلزالية لتحديد المناطق الأكثر عرضة للتأثر بالموجات الزلزالية
وتمتلك مصر حاليًا شبكة قومية لرصد الزلازل من الأقوى في الشرق الأوسط، تتكون من عشرات المحطات المنتشرة في جميع المحافظات، وتعمل على مدار الساعة، وترتبط مباشرة بمراكز التحليل في المعهد القومي.
مع تكرار الشعور بالزلازل، يجدد الخبراء دعواتهم لتعزيز ثقافة الاستعداد المجتمعي لمواجهة الكوارث الطبيعية، عبر نشر الوعي بالإجراءات السليمة وقت وقوع الزلزال، والتأكد من كود البناء المقاوم للزلازل في المشاريع الحديثة.