عالم

بعد تعثر مفاوضاتهما التجارية.. ترامب يفتح الدفاتر “السياسية” للهند

اختلطت أوراق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السياسية والاقتصادية في حربه التجارية التي يشنها على عدة جبهات، أكثرها سخونة في الوقت الراهن ضد الهند، إذ هدد ترامب برفع الرسوم الجمركية على الواردات الهندية “بشكل كبير”؛ بسبب مواصلة نيودلهي شراء النفط الروسي وإعادة بيعه في الأسواق العالمية.
ووفقًا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن هذا التهديد جاء بعد فشل الهند والولايات المتحدة الأمريكية في التوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية أقل على صادراتها لأمريكا، خلافًا لشركاء تجاريين آخرين مثل الاتحاد الأوروبي.
وقال ترامب على منصة “تروث سوشال”: “الهند لا تشتري فقط كميات ضخمة من النفط الروسي، بل تقوم أيضًا ببيع الكثير من النفط المُشترى في السوق المفتوحة لتحقيق أرباح كبيرة. إنهم لا يهتمون بعدد الأشخاص الذين يُقتلون في أوكرانيا على يد آلة الحرب الروسية”.
منشور ترامب الذي تناول الهند والمفاوضات التجارية معها بشكل رئيسي، كان بمثابة إعلان لخروجه عن النمط التفاوضي المعني بالشق التجاري، ليشمل الواقع السياسي والعلاقات الاقتصادية التي تجمع الهند وروسيا، وتحديدًا فيما يتعلق بشرائها النفط من موسكو، وتسويقه تجاريًا.
كشفت بيانات شركة Kpler المتخصصة في تتبع الشحن أن نيودلهي أصبحت أكبر سوق للنفط الروسي منذ 2023، إذ استوردت 89 مليون طن العام الماضي، أي أكثر بنسبة 50% من الصين.
وبحسب بيانات مقدم البيانات LSEG، زودت روسيا الهند بثلث وارداتها النفطية العام الماضي، أو حوالي 550 مليون برميل، مقارنة بـ52 مليون برميل فقط من الولايات المتحدة خلال نفس الفترة.
وردت الهند، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، راندير جايسوال، على تصريحات ترامب، إذ أكدت أن “استهداف الهند بأنه أمر غير مبرر وغير معقول

وأشارت إلى أن “الهند بدأت في الاستيراد من روسيا لأن الإمدادات التقليدية تم تحويلها إلى أوروبا بعد اندلاع الصراع الأوكراني”، منوهة بأن “الولايات المتحدة شجعت في ذلك الوقت هذه الواردات لتعزيز استقرار أسواق الطاقة العالمية”.
ودخلت روسيا على خط المواجهة، إذ اتهمت الولايات المتحدة، بممارسة ضغوط تجارية غير مشروعة على الهند بعد تهديد ترامب مرة أخرى بزيادة الرسوم الجمركية على نيودلهي بسبب شرائها من النفط الروسي.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في بيان أوردته “رويترز”: “نسمع كثيرًا من التصريحات، وهي في الواقع تهديدات ومحاولات لإجبار الدول على قطع العلاقات التجارية مع روسيا، لا نعتبر مثل هذه التصريحات قانونية”.
وأضاف: “نعتقد أنَّ الدول ذات السيادة ينبغي أن تملك الحق في اختيار شركائها التجاريين، وشركائها في التعاون التجاري والاقتصادي، وأن تختار لنفسها أشكال التعاون التجاري والاقتصادي التي تصب في مصلحة البلد المعني”.
وقال مصدران حكوميان هنديان لـ”رويترز” الأسبوع الماضي، إنَّ الهند ستواصل شراء النفط من روسيا على الرغم من تهديدات ترامب.
وتصف نيودلهي تهديدات ترامب بأنها “غير مبررة”، وتعهدت بحماية مصالحها الاقتصادية؛ مما أدى إلى تعميق الخلاف التجاري بين الاقتصادين الكبيرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *