دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني حيز التنفيذ، في الرابعة من صباح اليوم الأربعاء، إذ ساد الهدوء العاصمة اللبنانية بيروت بعد دقائق من سريان الهدنة، وذلك بعد جهود دبلوماسية وسياسية مضنية طوال الأشهر الماضية.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن، مساء أمس الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” في لبنان، مؤكّدًا أن هذه الهدنة، ومدتها 60 يومًا، تهدف “لأن تكون دائمة”، محذرًا من أنه لن يسمح “لما تبقى من حزب الله بتهديد أمن إسرائيل مرة أخرى”.
ويأتي وقف إطلاق النار في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود، بين حزب الله وجيش الاحتلال، إذ فتح حزب الله جبهة “إسناد” لقطاع غزة غُداة اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة السابع، أكتوبر 2023.
دعوات لسرعة انتخاب رئيس للبنان
وجه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اليوم الأربعاء، كلمة إلى الشعب اللبناني، قال فيها “نحن أمام لحظة تاريخية كانت الأخطر على لبنان وهددت أرضه وتاريخه”، مؤكدًا أن “لبنان أمام اختبار حقيقي لإنقاذه وإعادة المؤسسات الدستورية، فضلا عن انتخاب رئيس للجمهورية بعد عامين من شغور المنصب.
وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني، أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي تحمل أعباء كثيرة في إنجاز ما تحقق على مختلف المستويات، مثمنًا الجهود كافة التي أسفرت عن التوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان.
وثمّن “بري”، خلال كلمته، جهود وتضحيات الجيش اللبناني والقوى الأمنية وقوات حفظ السلام المؤقتة في جنوب لبنان “يونيفيل” خلال الفترة الماضية.
ميقاتي يدعو لسرعة انتخاب رئيس للبلاد
إلى ذلك أكّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الأربعاء، التزام لبنان بتعزيز انتشار الجيش في جنوب البلاد بعد وقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، مطالبًا في الوقت عينه دولة الاحتلال الإسرائيلي بالالتزام بالهدنة وسحب قواتها.
وأعرب رئيس الحكومة اللبنانية مجددًا عن أمله بأن تكون الهدنة “صفحة جديدة في لبنان (…) تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية”.
عامان من الفراغ الدستوري
فبالرغم من أن الفراغ الحالي مستمر منذ عامين، بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في الحادي والثلاثين من أكتوبر 2022 فإن هذه الفترة ليست الأطول، وفعليا كان هناك في العامين الماضيين ثلاث عشرة جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، كلها انتهت دون انتخاب رئيس.
انعقدت آخر جلسة في الرابع عشر من يونيو عام 2023 ومن ذلك الوقت تراجع الكلام عن انتخاب رئيس للجمهورية إلى حدّ التوقف الكامل في البحث عنه، لا سيّما بعد أن فرضت جبهة جنوبي لبنان- شمالي إسرائيل نفسها على المشهد في البلاد.
ثم جاءت تطورات الحرب المستعرة في الأسابيع الأخيرة، ليعود موضوع ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية إلى الواجهة بشكل قوي وكضرورة ملحّة.
