حالة من التخبط شهدتها أسواق السيارات على مدار الأعوام الماضية، وذلك بسبب القفزات الجنونية في أسعار السيارات مع زيادة سعر الدولار في السوق السوداء وتفاقم ظاهرة “الأوفر برايس”، التي ظهرت على مدار السنوات الماضية، وهي ممارسات ينتهجها موزعون وتجار بإضافة زيادات غير رسمية على أسعار السيارات مقابل التسليم الفوري بدلًا من الانتظار لأشهر لحين الاستلام، مستغلين رغبة بعض المستهلكين في امتلاك سيارة جديدة بأي سعر.
الإفراج عن 25 ألف سيارة للمواطنين المقيمين بالخارج
ومع إعلان الدولة عن صفقة رأس الحكمة انعكست آثار تلك الصفقة سريعًا على السيارات في مصر، حيث شهدت الأسعار تراجعًا خلال الأيام الماضية، وتزامن ذلك الانخفاض مع إعلان محمد معيط، وزير المالية، الإفراج النهائي عن 25 ألف سيارة للمواطنين المقيمين بالخارج، ضمن مبادرة تيسير استيراد السيارات، وكذلك إصدار 250 ألف موافقة استيرادية صالحة لمدة 5 سنوات، يجوز خلالها اختيار أي سيارة واستبدالها في أي وقت.
وأوضح معيط أن قيمة الوديعة التي تمثل قيمة الضريبة الجمركية المخفضة المقررة للسيارات المستوردة للمصريين بالخارج ضمن هذه المبادرة، سارية طوال فترة صلاحية “الموافقة الاستيرادية”، ويحق للمالك الأول أن يستورد السيارة دون التقيد بسنة الصنع، ويجب على غيره ألا يتجاوز 3 سنوات وقت الإفراج الجمركي، مؤكدًا أن التيسيرات المقررة للمصريين المقيمين بالخارج تسري على الاستيراد من المناطق الحرة داخل مصر، وتخضع لنفس الإجراءات المقررة لاستيراد سيارة من الخارج.
وبعد إعلان وزارة المالية هذه القرارات، بدأت التساؤلات بشأن الأسعار خلال الفترة المقبلة، هل ستشهد مزيدًا من الانخفاض؟، وهل هذا الوقت مناسب للشراء؟
لا مزيد من الانخفاض في أسعار السيارات الفترة المقبلة
هذا ما أوضحه المستشار أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات ونائب رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية، قائلًا إن أسعار السيارات انخفضت بنسبة من 5 إلى 10%، وكان من المفترض أن يحدث مزيدًا من الانخفاض في الفترة المقبلة، لكن هذا لن يحدث على الرغم من خروج 25 ألف سيارة من مصلحة الجمارك ضمن مبادرة المصريين المقيمين بالخارج، وذلك بسبب ارتفاع الدولار الجمركي من 30 إلى 50 جنيهًا.
وتابع أبو المجد، خلال تصريحات لـ”البورصجية”، أن تأثير الإفراج عن 25 ألف سيارة سيكون محدودًا لأن يقابل ذلك ارتفاع سعر الدولار الجمركي، وأن أسعار السيارات لن تنخفض مرة أخرى وستشهد استقرارًا خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن الآن هو أنسب وقت للشراء، وأن ظاهرة الأوفر برايس تتلاشى.
تراجع ظاهرة الأوفر برايس بنسبة 90%
وفي ذات السياق، قال منتصر زيتون، عضو الشعبة العامة للسيارات، إن أسعار السيارات انخفضت، وبعض الشركات قامت بخفض السعر الرسمي لكنها شركات محدودة، وإن هناك حالة من الاستقرار في الأسعار حاليًا عند السعر الرسمي.
وأشار زيتون، خلال تصريحات لـ”البورصجية”، إلى أنه تم الإفراج عن 25 ألف سيارة على فترات خلال 3 مراحل بمبادرة العاملين بالخارج، ولم يتم الإفراج عنهم وقت التصريح، ولكن هذا هو العدد من بداية المبادرة، وبالتالي فأن الإفراج عن 25 ألف سيارة لن يكون له تأثير على السوق، لأن من يجلب هذه السيارات أما لاستخدام شخصي أو لبيعها بسعر السوق.
وأكد أن أسعار السيارات لن تقل خلال الفترة المقبلة مع تحرير سعر صرف الجنيه وزيادة الدولار الجمركي، ولكن سيكون هناك ثباتًا في الأسعار، لافتًا إلى أن ظاهرة الأوفر برايس تراجعت بنسبة 90%.